السكان والصحة الإنجابية المواقف والاتجاهات

في - الأحد 20 مايو 2007

تحسين الصحة العامة والصحة الإنجابية من خلال رفع الوعي وتغير المواقف للوصول إلى سلوك صحي وإنجابي وضرورة الاستفادة من خدمات الصحة العامة وبالذات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وانعكاساتها الإيجابية على مستوى الأسرة والمجتمع ضرورة مهمة لمعالجة الكثير من المشكلات الصحية والاجتماعية والتنموية والبيئية بالإضافة إلى ما يمثله النمو السكاني والخصوبة العالية من زيادة الفقر وتدني مستوى المعيشة بين السكان الذين وصل عددهم 19.7 مليون نسمة بحسب التعداد العام للسكان للعام 2004م وبمعدل نمو يصل إلى 3.01بالمائة ومعدل خصوبة كلية 6.2 طفل لكل امرأة بحسب مسح صحة الأسرة عام 2003م، ومن خلال المؤشرات السابقة يتضح لنا أن السلوك الإنجابي للنساء اليمنيات عموماً يتسم بدرجة عالية من المخاطر حيث أن 37بالمائة تقريباً من المواليد يولدون بتباعد أقل من سنتين بين كل مولود وآخر وأن 18بالمائة من إجمالي المواليد يولدون في سن مبكر بالنسبة للأم التي يكون عمرها أقل من 20 سنة بالإضافة إلى أن هناك 65بالمائة من إجمالي النساء الحوامل لا يحصلن على الرعاية ونسبة الاستخدام لوسائل تنظيم الأسرة بين النساء المتزوجات ما تزال متدنية حيث بلغت 23.1بالمائة فقط وتنخفض هذه النسبة إلى 13.4بالمائة فيما يتعلق باستخدام الوسائل الحديثة.

كما أن البيانات المتوفرة تشر إلى أن وفيات الأمهات والأطفال تصل إلى 42بالمائة من وفيات النساء في سن الإنجاب ووفيات الأطفال من 5 سنوات والرضع دون السنة تبلغ 74.8 ، 99.8 حالة وفاة سنوياً لكل ألف مولود حي بحسب نتائج المسح اليمني لصحة الأسرة والطفل 2003م، مع وجود فوارق بين الحضر والريف وبين كل محافظة وأخرى بالإضافة إلى القضايا الأخرى التي تواجه الصحة الإنجابية في بلادنا مثل الممارسات والعادات الضارة مثل ختان الإناث الأمراض المنقولة جنسياً ومنها الإيدز بالإضافة إلى معدل نقص تغطية الخدمات الصحية للسكان والتي تعد ضئيلة ولا تشمل سوى 50بالمائة من إجمالي الخدمات القائمة.

أما مايخص المواقف والسلوك تجاه الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وقضايا السكان بينت نتائج المسح اليمني الديمغرافي لعام 1997م أن 84بالمائة من النساء المتزوجات حالياً في الأعمار 15-49 سنة يعرفن عل الأقل وسيلة واحدة من وسائل تنظيم الأسرة و 79بالمائة منهن يعرفن على الأقل وسيلة واحدة من الوسائل الحديثة، وتتدني هذه النسبة فيما يتعلق بمعرفة مصدر الوسيلة إلى 53بالمائة من إجمالي النساء المتزوجات وفيما يخص المواقف والاتجاهات الخاصة بتنظيم الأسرة تبين من خلال المسح أن ثلثي المستجوبين يعرفون عن تنظيم الأسرة لأسباب صحية ودينية وأن 19بالمائة من إجمالي النساء في سن الإنجاب يعتقدن أن تنظيم الأسرة محرَّم وأن 13بالمائة منهن صرحن بعدم رضا أزواجهن عن ذلك ومن هنا يتضح ضعف القناعات والاتجاهات تجاه تنظيم الأسرة.

ومن هذا المنطلق يمكن للتوعية أن تلعب دوراً أساسياً في نشر المعارف السليمة وتعديل الاتجاهات السليبة وإزالة الغموض ومواجهة الشائعات المتعلقة بتنظيم الأسرة وقضايا السكان والصحة الإنجابية وإيجاد القناعات الكافية لدى الجمهور لممارسة السلوك الإنجابي المرغوب لمواجهة التحديات التي يشكلها النمو السكاني الكبير في بلادنا وآثاره على مختلف جوانب الحياة.

وفي الأخير فإن إبراز إيجابيات السلوك الإنجابي السليم وضرورة الاستفادة من الخدمات الصحية المتاحة ضرورة يجب أن يعرفها السكان ومدى الانعكاسات السلبية على لأسرة والمجتمع ومعرفة دورهم المطلوب في هذا الجانب من أجل الوصول إلى نتائح ومؤشرات سكانية تتناسب والموارد المتاحة في البلاد.

شوقي العباسي