السكان والتنمية وتمكين المرأة

في - الأربعاء 12 يوليو 2006

تمكين المرأة من خلال التعليم وإمكانية الحصول على فرص العمل وعلى الرعاية الصحية وإدخال تغيرات في النظم القانونية التي تمكن المرأة من المشاركة في المجتمع وكذا تعزيز مركزها في مجال التنمية وبالتالي فان التحسينات في وضع المرأة هامة في حد ذاتها ولذاتها مع انطوائها على فوائد للمجتمع فالمرأة المتعلمة الموفورة الصحة أقدر على المشاركة في تنمية مجتمعها والمشاركة الكاملة في القرارات المتعلقة الزواج والإنجاب ، ومن الملاحظ بان التعليم له دور كبير من حيث تاثيره على أدوار المرأة داخل أسرتها ومجتمعها ، فتعليم المرأة هو الأساس في تمكينها في المشاركة المجتمعية فالملاحظ بان عدد البنات المقيدات في مراحل التعليم أقل من البنين بمقدار 85 مليون في العالم وبالنسبة للمرأة البالغة فبلغ معدلات التحصيل العلمي أعلى درجاته في البلدان المتقدمة النمو حيث يكون متوسط سنوات التعليم الذي نالته المرأة عشر سنوات أو أكثر وذلك باستثناء شرق وجنوب أوروبا ، أما في إفريقيا فان متوسط سنوات التعليم يكون أقل من سنة واحدة.

والملاحظ ان التميز بين الجنسين قبل أن تلتحق البنت في المدرسة فالتقاليد الراسخة تتمثل في تفضيل الابن يمكن أن يؤدي إلى إهمال سلبي وايجابي على حد سواء ، وكثيراً ما تواجه المرأة وهي بالغة حواجز قانونية تحول دون ممارستها نشاط اقتصادياً خارج منزلها ، وعدا ترقيتها في العمل وغيرها من العادات التي توحي بعدم احترام الحقوق للمرأة ، أما داخل المنزل فان المرأة التي لديها أسرة تقع عليها المسؤولية الرئيسية فيما يتعلق برعاية الأطفال والأعمال المنزلية وهي مهام كثيراً ما تؤديها المرأة بالإضافة إلى عملها الذي تؤديه في مكان أخر.

ومع ان تمكين المرأة هو مفتاح تحسين وضعها فان تحقيق نوع المساواة والإنصاف سيتطلب مساندة الرجل بقدر أكبر من المساواة في المسؤوليات والمهام المرتبطة برعاية الأطفال والأسرة وأن يلعب الرجل دوراً هاماً في الجهود الرامية إلى الحد من حالات العنف وغيرها من أشكال الايذائات الموجهة إلى امرأة والطفل ، وبالتالي فان تعزيز دور المرأة الإنتاجي بالغ الأهمية بوجه خاص بالنسبة للمرأة التي يتوقف مركزها في المجتمع على قدراتها الإنجابية فقط وفي غياب مصادر أخرى لاكتساب مكانتها تصبح قدرة المرأة على التأثير في القرارات المتعلقة باختيار شريكها في الزواج أو حجم الأسرة المحددة وبالتالي فان الاستثمار في المرأة لايتقيد معناه على تزويدها بالتعليم والرعاية الصحية وإنما يعني إزالة الحواجز التي تحول دون تحقيق المرأة أو حتى استكشاف إمكانياتها الكاملة ولابد أن نعترف بأدوارها بصفتها عضواً حيوياً في المجتمع.

مواضيع ذات صلة