بالتعليم والإعلام والاتصال نستطيع تغيير السلوك حول تنظيم الأسرة

في - الثلاثاء 30 ديسمبر 2008

يقع على عاتق المرأة دور محوري لا يمكن إغفالة في رعاية بيتها وأفراد أسرتها ، فهي الزوجة والأم والبنت والأخت ، فتقوم الأم بتأسيس الجيل القادم من تقاليد وثقافة ومبادئ الحياة الإجتماعية والمعارف والعادات الصحية السليمة وكذلك تنمية الوعي الفكري والثقافي لديهم، وتوعيتهم دينياً واقتصادياً وسياسياً إلى جانب غرس وتعزيز روح المحبة والتسامح والألفة والسلام وحب الوطن لديهم وكذا تعزيز واحترام مبدأ المساواة بين الذكور والإناث في التعامل والتعليم والصحة والرعاية والاهتمام المتكافئ ، وتتوقف قدرة المرأة على القيام بهذا الدور على نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها وأهميتها ودورها في المجتمع ، وتمتعها بحقوقها وخاصة ما تناله من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة.

وتضمن الدولة حقوق المرأة باعتبارها مساوية للرجل في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، فقد تحقق للمرأة اليمنية في ظل اهتمام ورعاية القيادة السياسية وفي غضون سنوات قليلة معدودة مكاسب كثيرة ، منها على سبيل المثال لا الحصر في مجال التعليم والصحة والتشريعات وتولي المناصيب القيادية والتمكين الاقتصادي وخوض غمار الانتخابات وغيرها.

وبالرغم من ذلك ما زالت المرأة بحاجة إلى ثقافة نسائية أنثوية وثقافة زوجية وتربوية وثقافة دينية وثقافة عامة سواء في الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الصحي أو البيئي ، فمثلاً ، بالرغم مما تحقق من إيجابيات في مجال رعاية المرأة اليمنية إلا أن هناك عدة تحديات تؤثر على درجة حصول المرأة على المعلومات والخدمات الصحية المختلفة وخاصة خدمات تنظيم الأسرة ذات الجودة العالية أو الجيدة على الأقل، وقد اثبتت العديد من المسوح المختلفة مدى ارتباط مستوى تعليم وثقافة المرأة وكذلك سن الزواج على قدرتها لإتخاذ قرارات متعددة بما في ذلك لجوئها إلى المصادر الطبية للعلاج أو لتنظيم الأسرة، فتنظيم الأسرة ليس متعلق فقط بالأساليب الإجرائية ولكن أيضاً بالقيم الثقافية التي يعتنقها الفرد عند اتخاذ قرار خاص بالرعاية الإنجابية.

وهنا تلعب وسائل الإعلام الجماهيرية المسموعة والمرئية والمقروءة وكذلك وسائل وقنوات الاتصال المباشر دوراً هاماً وكبيراً وإيجابياً في تغيير الآراء والمعتقدات السلبية الخاطئة، وفي إعادة توجيه سلوك الأفراد خاصة في أوساط الشرائح الثقافية والطبقات الاقتصادية والاجتماعية المتوسطة ، حيث يمكن التأثير والتغيير في معتقداتهم وأنماطهم القيمية والسلوكية، ولذلك يعتبر الإعلام والتعليم والاتصال المباشر من أهم وأقوى العوامل والوسائل القادرة على نشر وتعزيز وتغيير الاتجاهات والسلوكيات والممارسات حول قضايا السكان بصفة عامة وتنظيم الأسرة بصفة خاصة ، الأمر الذي جعل الدولة والحكومة ممثلة بالأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان تبدي اهتماماً واضحاً وكبيراً بتنمية وتقوية تلك الأدوار الإيجابية التي يقوم بها الإعلام والتعليم والاتصال المباشر في مجال العمل والتوعية بقضايا السكان والتنمية في بلادنا من أجل تحقيق الأهداف والسياسات والبرامج الوطنية المرسومة السكانية منها والتنموية بما يؤدي إلى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة.

مواضيع ذات صلة