المشكلة السكانيـة

تشغل المشكلة السكانية جميع المجتمعات وتوليها الحكومات والمنظمات الدولية عناية كبيرة خاصة في بلدان العالم الثالث الذي تفاقمت فيه المشكلة الى حد كبير والذي تعد بلادنا إحدى هذه الدول التي تعاني من هذه المشكلة ، نتجية التزايد السكاني حيث يودي هذا التزايد المتسارع في عدد السكان الى التاثير على خطط التنمية من جانب ، وتاثيره على رفاهية الانسان في علاقته مع بيئته من جانب اخر ومما لاشك فيه أن المشكلة السكانية تمس حياة الانسان إجتماعياً وإقتصادياً ونفسياً وثقافياً وتؤثر فيه تاثيراً مباشراً ، خاصة ان زبادة السكان من شأنها أن تؤثر على مقدرات المجتمع ومواردة وعدم القدرة على رفع مستوى المعيشة للمواطنين وتوفير الحياة المستقرة لهم.
ومن الملاحظ عالمياً بان النمو السكاني في العالـم مابين عام 1970-1990م وصـل الى 1.6 مليار نسمة وكان 90بالمائة من هذا النمو في البدان النامية ومنها بلادنا ، ومن المتوقع ان يضاف اليهم خلال العقدين التالين 1.7 مليار نسمة اخرى بحيث يصل سكان العالم نحو 7 مليارات نسمة فب العام 2010م.
ويعد النمو السكاني في بلادنا من أكبر المعدلات حيث بلغ معدل النمو السكاني حسب التعداد للسكان والمساكن والمنشأت 2004م بلغ 3.02بالمائة ويعد هذا النمو كبيراً مقارنة بالموارد الطبيعية المتاحة في بلادنا ، مما يجعلنا نقف جادين أمام هذه المشكلة والعمل على المزيد من الدراسة والبحث عن حلول تحدث توازناً بين النمو السكاني من ناحية والنمو الاقتصادي والاجتماعي من ناحية أخرى لضمان مستوى معيشة مرتفع ولائق ولتحقيق هذه المعادلة لابد ان يكون عدد السكان مناسباً لحجم الموارد الطبيعية المتاحة حتى يمكن الاستثمار الامثل.
ولاتزال المشكلة السكانية في بلادنا تمثل التحدي الحضاري لابنائها لان النمو السـكاني السريع الذي عرفته بلادنا طوال فترة العقود الخمسة الاخيرة من القرن الماضي وبصورة خاصة منذ فترة السبعينيات ، حيث بدا الارتفاع التدريجي ليصبح 2.6 خلال السبعينات ثم 3.7 خلال الثمانينات والتسعينات.
وخلاصة القول بأنه بينما احتاج اليمن ملايين السنين منذ ان بدأ الزمن لكي يصل تعداد سكانة الى حوالي 4.361 مليون نسـمة مع بداية الخمسينيات الماضية فان زيادة هذا العدد بقدار الضعف لاتستغرق سـوى عـدد من السـنوات تقل عن عشـرين سـنة في الوقت الحاضر ، وبالتالي فان تزايد السكان وتضاعف حجمه في فترات زمنية محددة تمثل أحد أهم المعضلات التي تواجهة العمل التنموي وأهداف وخطـط وبرامج التنمية في مجتمعنا اليمـني.
شـوقي أحمد العباسي