بورجي يدعو الخطباء والمرشدين والمرشدات إلى التوعية بمخاطر الإيدز

دعا الأمين العام للمجلس الوطني للسكان الدكتور أحمد علي بورجي خطباء المساجد والمرشدين والمرشدات إلى نشر التوعية لدى أوساط المجتمع بمختلف القضايا وأبرزها مخاطر فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز».
وأكد بورجي في الملتقى التشاوري للخطباء والمرشدين والمرشدات حول مخاطر فيروس «الإيدز» الذي نظمته أمس في صنعاء وحدة مشروع مكافحة الإيدز بالمجلس الوطني للسكان بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد على أهمية اللقاء كونه يضم كوكبة من العلماء في 10 محافظات لتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الإيدز وأضراره على المجتمع والأسرة من خلال المحاضرات الدينية والندوات والخطب المنبرية.
وحث بورجي الخطباء والمرشدين والمرشدات بتحمل المسؤولية الكاملة تجاه قضايا المجتمع لما يحظون به من مكانة كبيرة في نفوسهم وتعريفهم بالعواقب الوخيمة الناتجة عن هذا المرض والحد من انتشاره.
مؤكداً أن القطاع الصحي في اليمن أحرز تقدماً لا بأس به في قضية التوعية بمخاطر هذا الوباء وتوفير الأدوية للمصابين.
وأضاف: «تظل مهمة التغلب على الوصمة المجتمعية من أكبر التحديات التي يواجهها القطاع الصحي، ونحن نعول كثيراً على خطباء المساجد والمرشدين والمرشدات لتحويل النظرة السلبية للمصابين بالايدز إلى نظرة أكثر إيجابية».
لافتاً إلى أن هناك أسباباً أخرى لنقل عدوى الفيروس إلى جانب الإتصال الجنسي غير المحمي كنقل دم ملوث من شخص مصاب إلى سليم، أو الاشتراك في استخدام الحقن الثاقبة للجلد.
من جانبه أوضح وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الإرشاد الشيخ حسين الهدار أن مساهمة وزارة الأوقاف والإرشاد في التوعية بمخاطر وباء الإيدز واجب شرعي للوقاية منه والحد من انتشار هذا المرض الفتاك.
مؤكداً ان الدين الإسلامي دين العفة والطهر، وحكمة الله تعالى في تحريم أشياء لخلقه معناها الابتعاد عن هذا الشيء ووقاية وحماية الأبدان من ضرره.. وحث خطباء المساجد والمرشدين والمرشدات بتوعية أفراد المجتمع وتحذيرهم من الوقوع في الفاحشة والعواقب الأليمة التي تترتب عليها هذه الجريمة والابتعاد عن ما يقرب إلى هذا الوباء.
منوهاً بأن علاج هذه المشكلة الخطيرة أخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج... ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وقاء».
واعتبر الهدار الملتقى التشاوري فرصة لتدارس الخطباء والمرشدين والمرشدات المشكلات الصحية ومنها فيروس الإيدز الذي ظهر على الأمة نتيجة ابتعادها عن كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم والوقوع في المعاصي والذنوب.
وألقيت كلمتان من قبل المدير لوحدة مشروع الإيدز بالمجلس الدكتور عبدالله العرشي، والمدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن السيد «سليفارا ماشاندرا» أشارتا إلى أن هذا الملتقى يسهم في تنوير وتوعية المجتمع بالأضرار الناجمة عن مرض الإيدز ومخاطر الإصابة به من خلال المحاضرات التوعوية والندوات والخطب المنبرية.
ونوها بأن رجال الدين والمرشدين والمرشدات ووسائل الإعلام تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في نشر الوعي المجتمعي ورفع مستوى التثقيف الصحي والوقوف أمام هذه الظاهرة بمسؤولية لما تمثله من أزمة حقيقية على كافة الأوجه الاقتصادية والاجتماعية والروحية.
وقدمت خلال الملتقى الذي شارك فيه 150 خطيباً ومرشداً ومرشدة من مختلف المحافظات أربع أوراق عمل تضمنت الورقة الأولى التي قدمها المدير التنفيذي لوحدة مشروع الإيدز في المجلس الوطني الدكتور عبدالله العرشي الوضع الحالي لمرض الإيدز على المستوى الوطني والدولي.
وذكر العرشي أن عدد الأشخاص المصابين بالفيروس في العالم 32 مليون شخص، وأن عدد الوفيات حتى عام 2007م بلغ مليوني شخص.. مبيناً أن عدد الحالات المصابة بعدوى الفيروس في اليمن والمسجلة لدى البرنامج الوطني للإيدز حتى النصف الأول من عام 2008م بلغ ألفين و 493 حالة، وان اليمن تعد من الدول ذات معدل الانتشار المنخفض لهذا المرض أقل من 2بالمئة.
فيما تضمنت الورقة الثانية التي قدمها عضو مجلس النواب، رئيس لجنة الصحة بالمجلس الدكتور عبدالباري دغيش إشكالية الإيدز وأهمية التشريع وقانون وقاية المجتمع من الايدز وحماية حقوق المتعايشين مع الفيروس.
وتطرق دغيش إلى قانون رقم «30» لسنة 2009م بشأن وقاية المجتمع من الإيدز وحماية حقوق المتعايشين مع الفيروس وأهدافه وحقوق المتعايشين مع الفيروس وواجباتهم وآلية الحماية والتوعية لهم.
إلى ذلك أكد مدير الإرشاد في أمانة العاصمة جبري ابراهيم حسن في ورقة عمله الثالثة عن دور الدين والإيمان في حماية ووقاية الإنسان أن الإسلام يسعى إلى حفظ ووقاية حياة الإنسان من خلال خمسة أمور أساسية تتمثل في الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
موضحاً أن الاسلام دعا إلى إشباع غريزة الجنس من خلال الزواج الشرعي الذي يقوم على المودة والمحبة والاقتناع والابتعاد عن الضرر الذي ينجم عادة عن ممارسات الجنس الحرام.
كما تناولت الورقة الرابعة التي قدمتها مريم محمد ردود الأفعال النفسية للمتعايشين مع الإيدز سواء الاجتماعية داخل الأسرة أو المجتمع الخارجي.
منوهة بدور الخطباء والمرشدين والمرشدات في إزالة الوصمة والتمييز وكسر حاجز الخوف ضد المتعايشين، واحترام حقوقهم والدفاع عنها وتشجيع المتعايشين للظهور والعيش في حياة إيجابية دون حياء أو خجل.