القات والمياه

في - الأربعاء 30 يونيو 2010

تعتمد شريحة واسعة من سكان اليمن البالغ عددهم حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2008م، حوالي (22.198.000) نسمة على الزراعة التي تتركز في المناطق الريفية، وتقدر حجم المساحة الكلية المزروعة في اليمن نحو (1.452.438) هكتارا بحسب تقديرات المصدر ذاته، وتصل نسبة المساحة المزروعة بالقات إلى حوالي (10بالمائة) من حجم المساحة الكلية المزروعة، وبكمية قدرت بنحو (165.668) طن وبما قيمته حوالي (246.111) مليون ريال.

وتعد ظاهرة زراعة القات أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى نضوب مياه الآبار الجوفية وتضاؤل نسبة السكان الذين يمكنهم بصورة مستدامة من الحصول على المياه المأمونة الصالحة للشرب وبخاصة في المناطق الريفية، إذ تبلغ نسبة السكان الذين يمكنهم بصورة مستدامة من الحصول على المياه المأمونة الصالحة للشرب في تلك المناطق بحسب بيانات تعداد 2004م، حوالي (35بالمائة) وقد أدى ندرة المياه الصالحة للشرب في ظل نضوب مياه الآبار نتيجة الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية الناجم عن ظاهرة التوسع في زراعة القات على حساب زراعة العديد من محاصيل الحبوب، إلى تفاقم الفجوة الغذائية الناجمة عن ارتفاع الطلب على الغذاء بفعل تزايد عدد السكان بمعدلات عالية تبلغ (3.1بالمائة) سنويا وتراجع معدلات الاكتفاء الذاتي من الحبوب (وبالذات القمح) الذي يعتبر أحد أهم المصادر المكونة لنمط الغذاء في اليمن.

ويمكن تفسير نمو وتطور حجم المساحات المزروعة بالقات على حساب مساحة الحبوب إلى مجموعة من العوامل التي من أبرزها، شحة وتدني معدلات هطول الأمطار وتدني العائد من زراعة الحبوب.

عبدالله عبدالله مجلي