الصحة الجنسية وسلامة المراهقين

في - الأحد 16 يوليو 2006

تفرض العداوي المنقولة جنسياً ، غير العدوى بفيروس الإيدز ، عبئاً هائلاً من المراضة والوفيات في البلدان المحدودة الموارد (النامية) والبلدان المتقدمة على السواء ، بشكل مباشر من خلال تأثيرها على نوعية الحياة والصحة الإنجابية وصحة الطفل ، وبشكل غير مباشر من خلال دورها في تسهيل انتشار العدوى بفيروس الإيدز ومن خلال تأثيرها على الوضع الاقتصادي الوطني والفردي.. إذ تمثل العداوي المنقولة جنسياً أحد عوامل الاخطار الصحية الكبيرة وذلك لجميع المراهقين المنخرطين في أنشطة جنسية ، وفي كل عام يحدث أن يلتقط واحد من كل عشرين من المراهقين إحدى العداوي البكتيرية المنقولة جنسياً، ويقل العمر الذي تكتسب فيه العداوي عاماً بعد عام.

وبينما تتزايد الجهود الرامية إلى تحسين الصحة الإنجابية لدى المراهقين ، منذ انعقاد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقد في القاهرة في عام 1994 ، والذي كان من أهم توصياته تحسين عملية توصل المراهقين لخدمات الصحة الإنجابية ومطالباً بـ: (قيام البلدان بحماية حق المراهقين في الحصول على التثقيف والتوعية والمعلومات وخدمات الرعاية المتعلقة بالصحة الإنجابية ، وبذل الجهود المطلوبة للتقليل من الأمراض المنقولة جنسياً والحمل غير المرغوب فيه لدى المراهقين).

وينبغي على الدول رفع الحواجز القانونية والتنظيمية والاجتماعية ، على حسب ما يقتضي الأمر ، والتي تحول دون الوصول إلى مثل هذه الخدمات ، مع تقديم البرامج التي تلبي احتياجات ومتطلبات المراهقين.

وبصفة مثالية ، يجب أن ينخرط الشباب ، وبشكل نشط وفعال ، في عملية تخطيط وتنفيذ وتقييم مثل هذه البرامج ، ويجب أن يراعى في الخدمات المقدمة للشباب ، حقهم في توفر الخصوصية والسرية والاحترام والحصول على موافقة مستنيرة (لأي إجراء قد يتم لهم) ، كما تم مناقشة هذا الموضوع بشكل أشمل في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الاستثنائية عن مرض الإيدز والأطفال ، ومع التأكيد على ذلك ضمن المرامي الإنمائية للألفية ، لكن مع كل هذا التأكيد والتركيز ، فإن معظم المشروعات المتعلقة بالصحة الإنجابية للمراهقين ، لا تركز إلا على أنشطة التوعية المتعلقة بالصحة الجنسية وتنظيم الأسرة وأهملت إدراج رعاية حالات الإصابة بالعداوي المنقولة جنسياً ضمن أهداف وأولويات الخدمة.. كما أن تحسين التدبير العلاجي لحالات العداوي المنقولة جنسياً هو أحد التدخلات التي ثبتت علمياً فعاليتها لخفض معدل حدوث العدوى بفيروس العوز المناعي البشري لدى السكان بشكل عام وخاصة الشباب والمراهقين.

إن إشراك اليافعين (صغار الشباب) في أنشطة إعداد وتخطيط وتنفيذ التدخلات الخاصة بهم هو أمر حاسم إذا ما أريد إحداث تأثير على سلوكهم. كما ينبغي إعداد وتقديم الخدمات الأساسية ، على أقل تقدير ، في إطار برامج مكافحة العداوي المنقولة جنسياً وخدمات الصحة الإنجابية ، المقدمة في إطار الرعاية الصحية الأولية مع التركيز على تحسين ورفع الوعي والمعرفة لدى المراهقين والشباب عن العداوى المنقولة جنسياً ومضاعفاتها ، وكيفية الوقاية منها ، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق المرمى المشترك نحو تحسين الصحة الجنسية وسلامة المراهقين.

د.فهد محمود الصبري

مواضيع ذات صلة