لأول مرة في اليمن لقاح الفيروس العجلية (الروتا)

إدخال اللقاح ضمن برنامج التحصين سيضيق الفجوة في معدل وفيات الأطفال

في - الأربعاء 08 أغسطس 2012

أوضحت دراسة علمية أن ألأســـباب الرئيســـية لوفيات الأطفـال دون سن الخامسة من العمر في اليمن هي أسباب متعلقة بالحمل بنسبة 33بالمائة والالتهابات التنفسية بنسبة 20بالمائة والاسهالات بنسبة 16بالمائة والملاريا بنسبة 8بالمائة والحصبة 2بالمائة والإصابات 4بالمائة وأسباب أخرى متنوعة 17بالمائة.

وأوضحت الدراسة أن الاسهالات هي السبب الثاني في وفيات الأطفال (عالميا ومحليا)، وتقدر منظمة الصحة العالمية وفاة 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة سنويا على مستوى العالم بسبب الإسهالات، ويعد الفيروس العجلي (الروتا) السبب الرئيسي لتلك الإسهالات، وهو عالي العدوى وينتقل بشكل مباشر (البراز-الفم)، أو بشكل غير مباشر (مأكولات أو مشروبات ملوثة).

وتشير الدراسة إلى أن أغلب الإسهالات التي يسببها الفيروس وأشدها وطأة في الفئة العمرية دون العام من العمر.

وأثبتت دراسات أجرتها منظمة الصحة العالمية في اليمن أن 43بالمائة من الإسهالات بسبب الفيروس العجلي، مقدرة وفاة 5000 طفل بسبب الإسهالات الناجمة عن الفيروس العجلي.

وتشير الإحصاءات إلى أن 80بالمائة من مجموع الأطفال الذين قضوا نحبهم بسبب الاسهال في عام 2004م كانوا دون سن الثانية من العمر. وتحصل معظم حالات الإسهال المسبب بالفيروس العجلي (الروتا) خلال الفترة من عمر 3 أشهر إلى سنتين، وغالبا ما تحدث الإصابات الأولي في عمر 6 أشهر إلى 9 أشهر، وتكون هي الأشد والأخطر لأن الطفل ليس لديه مناعة. بينما يحصل على مناعة قليلة في كل مرة يصاب بإسهال الروتا. وفي البلدان النامية يصاب الأطفال دون سن الثالثة في المتوسط بثلاث نوبات من الإسهال كل عام.

والمعروف أن كل نوبة تحرم الطفل من التغذية اللازمة لنموه. ونتيجة لذلك يعتبر الإسهال من الاسباب الرئيسية لسوء التغذية، وفي المقابل يواجه الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أكثر من غيرهم مخاطر الإصابة بالإسهال. وتؤدي حالات الاسهالات التي يسببها الفيروس العجلي (الروتا) إلى حوالي 527 ألفاً وفاة بين الأطفال دون الخامسة في العالم، بالإضافة إلى حوالي مليوني طفل في العالم تتم إحالتهم إلى المستشفيات نتيجة لإصابتهم بالاسهالات.

وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بإدخال لقاح الفيروسات العجلية في أوروبا والأمريكيتين في 2005م، وعلى مستوى جميع دول العالم في 2009م. حيث تنصح المنظمة بإدخال اللقاح المضاد للفيروس العجلي (الروتا) للرضع ضمن برنامج التحصين الموسع. ويعطى اللقاح بالتزامن مع عدد اللقاحات الأخرى خلال زيارة الطفل من أجل التحصين الروتيني. ويعد اعتماد اللقاح من قبل حلف اللقاحات العالمي وتمويل إدخاله في الدول النامية نقطة تحول هامة.

وتعتبر اليمن ثاني دولة على مستوى الإقليم تدخل اللقاح على نطاق وطني بدعم من GAVI. حيث يتوافر اللقاح في اليمن على المستوى الوطني مجاناً في جميع المرافق الصحية. وتتوقع السلطات الصحية في بلادنا من إدخال لقاح الفيروسات العجلية ضمن برنامج التحصين الروتيني الموسع تضييق الفجوة في معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة نحو تحقيق المرمى الرابع من مرامي الألفية.

وأوضحت دراسات اقتصادية بأن التحصين يعد أكثر التدخلات الصحية من حيث الجدوى الاقتصادية، حيث يقابل كل دولار ينفق على اللقاحات عائد لا يقل عن 20 دولار في الناتج القومي. ولا تقتصر فائدة اللقاح على الأفراد بل تمتد إلى المجتمعات، الدول، العالم. وتستهدف اللقاحات الأصحاء وحمايتهم قبل الوقوع في براثن المرض وبالتالي التغلب على معوق رئيسي من معوقات التنمية البشرية.

ووفقا لمعلومات رسمية عالمية معلنة أن التحصين يعتبر من أهم عشرة حلول ذات أعلى جدوى اقتصادية في مواجهة التحديات العالمية، وفي الولايات المتحدة الأمريكية احتل التحصين المركز الأول في قائمة أهم عشرة تدخلات في مجال الصحة العامة للقرن العشرين، ويعتبر التحصين أسرع التدخلات الصحية أثرا، مثل: خفض وفيات الحصبة عالميا من 750 ألفاً إلى 198 ألفاً خلال الفترة 2000-2007م.

إعداد/بشير الحزمي

مواضيع ذات صلة