التعداد السكاني.. وضرورة الوعي بالغايات

في - الأربعاء 19 سبتمبر 2012

التعداد السكاني هو العملية الكلية لجمع وتجهيز وتقويم وتحليل ونشر البيانات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية، المتعلقة بكل الأفراد في أي مكان أو زمان ، وله أهمية كبرى في حياة الإنسان ، فهو من أهم مصادر جمع المعلومات حول السكان وهو المصدر الأساسي والأول للبيانات السكانية اللازمة عن السكان للأغراض الإدارية ولكثير من نواحي البحث والتخطيط الاقتصادي والاجتماعي ، بالإضافة إلى أنه يوفر الحقائق الأساسية بالنسبة للإدارة والسياسة الحكومية لتنظيم خططها المستقبلية على أساس المعلومات والبيانات التي يوفرها التعداد السكاني كما أنه ضرورة من ضروريات التخطيط الاقتصادي والاجتماعي لتنمية المجتمع مثل التخطيط للقوى العاملة ، والهجرة والإسكان ، والتعليم والصحة ، والخدمات الاجتماعية الأخرى اللازمة في حياة أي مجتمعٍ بشري.

وبالتالي فإن التوعية بأهمية التعداد ضرورية حيث إن البعض يجهل أهمية التعداد.. فجميع الدول تحرص على معرفة عدد السكان حتى يتم تأمين الخدمات اللازمة للمواطن ولكي تقوم عليه الدراسات المستقبلية من ناحية توفير المتطلبات الاجتماعية ، وبالتالي فإن أهمية الوعي تأخذ سلم الأولويات بالنسبة للمخطط ، لأن المعلومات الحقيقية يملكها المواطن ، ويحقق بالحرص على اكتمال الإجراءات هدفاً أولياً للوصول إلى أرقام واضحة تساعد في بناء مشاريع تنموية يضعها المخططون ضمن أولوياتهم... وحول الموضوع وأهميته أجرينا هذا الاستطلاع للتعرف على العديد من الآراء...

دراسات مستقبلية

الأخ فواد الأشول - مركز التدريب والدراسات السكانية يرى أن التعداد السكاني له أهمية كبيرة ، وتعتمد عليه الكثير من الجهات في التخطيط ومعرفة الاحتياجات وبالتالي فإن التوعية ضرورية حيث إن البعض يجهل أهمية التعداد ولكي تقوم عليه الدراسات المستقبلية من ناحية تقديم الخدمات المختلفة للمواطنين ، كما أن التعداد السكاني قضية بالغة الأهمية لكن المؤسف أن الكثيرين يستهترون بهذه القضية ، بعضهم لا يتجاوب ، يعطي نتائج مضللة ، ويحاول خصوصا أن يعطي معلومات غير صحيحة ، مشيراً إلى ضرورة الإعداد والتحضير الجيد وباتباع أساليب حديثة ، ومدروسة في عملية التعداد واختيار الناس الأكفاء القادرين على الحصول على المعلومات ، والبيانات الإحصائية على الوجه المطلوب ، موضحاً أهمية المعلومات التي سيخرج بها التعداد لرسم السياسات المستقبلية في الجوانب السكانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

هدف واضح

في حين ترى نادية قاسم .. طالبة جامعية: أن التعداد السكاني ضرورة وعلى كل ولي أمر من أفراد المجتمع اليمني أن يدلي بالمعلومات الصحيحة حتى تكتمل الفائدة ويتم تقديم مستوى أفضل للخدمات ، فيجب على كل فرد أن يكون واعيا وملما بفوائد التعداد وفوائد الإدلاء بالمعلومات الصحيحة ، ولابد من هدف ليتم بعد بحث تعداد السكان ، ولا بد أن يكون هناك هدف واضح للسكان أنفسهم ، وأن تتم التوعية بأهداف التعداد السكاني وفوائده في المدارس والمجمعات السكانية ، لأن الشعب إذا لم يكن ملماً بهذه الأهداف فلن يكون متجاوبا ، فيجب أن يكون هناك تعاون كامل بين الحكومة والشعب للوصول لنتيجة طيبة من هذا التعداد.

المشاركة الشعبية

أما الأخ جواد الشيباني ، باحث في القضايا السكانية ، يقول: إن المشاركة الشعبية الكاملة في التعداد السكاني المزمع إجراؤه في العام 2014م ، يشكل عاملا حاسما في التخطيط الفعّال وتحقيق الأهداف الإنمائية للبلاد وبالتالي فإن على كل مواطن المشاركة في التعداد السكاني ، لأن أية محاولة يقوم بها شخص لضمان عدم ورود اسمه في التعداد ، تعتبر بمثابة تقويض لعمل الحكومة وتؤدي إلى خسائر هائلة في الموارد الوطنية ، كما أن التعداد الدقيق للسكان هو أمر ضروري للتخطيط ، داعيا إلى أخذ الموضوع على محمل الجد ، كما أن التعداد السكاني سيلعب دورا هاما في تقديم الخدمات المختلفة الطبية والتعليمية والاجتماعية للمحتاجين.

وأوضحت لصباحي بالإضافة إلى أن البيانات الدقيقة ستحدد الأسر التي يعيلها رب أسرة واحد وكذالك مكان تواجد الأطفال الذين هم بأمس الحاجة إلى الرعاية ، لافته إلى أن ترابط عمليات التخطيط ووضع الموازنات بالبيانات الموثوقة الأمر الذي يجعل من التعداد السكاني الوسيلة المثلى والأكثر مصداقية لإعداد تخطيط سليم لمشاريع التنمية.

أهمية التعداد للفرد والمجتمع

من جهته أوضح الأخ أمين سعيد من إدارة التخطيط في المجلس الوطني للسكان أن التعداد السكاني يجب أن يشمل كل فرد من كل أسرة ، ويجب على الجميع توفير المعلومات المطلوبة كافة ، دون خوف أو تردد ، لافتا إلى أن الإجراءات تضمن المحافظة على خصوصيات المواطنين ، مؤكدا أهمية التعداد السكاني للفرد والمجتمع لما يمكن أن تحدثه نتائج هذا التعداد من موازنة بين احتياجات ومتطلبات الأفراد من جهة وما يتوجب على الدولة فعله لتوفير تلك المتطلبات لتأمين مستقبل أفضل لسكانها من جهة ثانية.

وأشار إلى أن التعداد السكاني يمثل رافدا قويا يدعم متخذي القرار والمخططين ، ويضمن مستوى معيشيا جيدا للأفراد ، ويحقق لهم توزيعا عادلا للخدمات ، ويؤمن لهم فرص عمل ، لافتا إلى أن حصيلة المعلومات والبيانات التي ستنتج من التعداد العام للسكان والمساكن ستقدم منافع مفيدة سينعكس صداها مستقبلا على مختلف المستويات.

خطط مستقبلية

جلال محمد الأبيض مدير الشؤون القانونية بالمجلس الوطني للسكان يقول: التعداد تبنى عليه جميع الخطط المستقبلية للدولة لاستيعاب الأجيال القادمة ومحاربة البطالة وغير ذلك ، كما أن المؤسسات الرسمية سواء كانت تشريعية أو تنفيذية تحتاج في كل قراراتها وخططها لمعلومات دقيقة وصائبة حتى تتمكن من رسم سياساتها واستراتيجياتها قصيرة وطويلة المدى ، وهذا ما سيوفره التعداد السكاني الذي تجري التحضيرات له ليتم تنفيذه خلال العام 2014م.

وأوضح أن التعداد سيساهم في تقديم صورة دقيقة لموقع اليمن الإقليمي والعالمي في ضوء المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والديموغرافية وتحسين مستوى الحياة.

التعرف على الزيادة السكانية

محمد عبد العزيز طالب جامعي: موضوع التعداد السكاني من المواضيع الهامة والحيوية ، إذا نظرنا إلى أنه يجب أن يعد لكي يخدم السنوات القادمة التي تدفع بعجلة التنمية من حيث التعرف على حجم الزيادة في عدد السكان ، إعادة الهيكلة ، إعداد الوظائف والخدمات ، وبالتالي فإن حملة التعداد يجب أن تكون واضحة حتى تشهد نتائج مشجعة وتثبت جودة دقتة ، ما يؤكد الجدية في هذا الأمر حتى تخرج بنتائج ومؤشرات هامة تبنى عليها الكثير من الخطط والاستراتيجيات في بلادنا.

أهمية التوعية لتحسين النتائج

أما وسيم محمد حسن ، مهندس اتصالات: يرى أن التعداد السكاني ضروري ، ونحتاج بالفعل للكثير من التوعية لإدراك أهميته وضرورته ، لأن الوعي مفقود لدى المجتمع وبدرجة كبيرة بالنسبة لأهمية هذا التعداد فمتى ما وجدت التوعية المناسبة تحسنت النتائج.

وأشار إلى أن التعداد السكاني ليس عداً للسكان فحسب كما توحي به التسمية لكنه يلقي الضوء على المعطيات ذات الأهمية للمخططين مثل ما تشكله نسبة الشباب والأطفال والنساء من السكان ، ومستوياتهم التعليمية وأحوالهم المعيشية ودخل العائلة اليمنية ومعدلات البطالة وغير ذلك من المؤشرات التي تتطلبها عملية التخطيط.

ركن أساسي في مجال التنمية

ومن خلال ما تم طرحه يمكن القول لا شك أن التعداد السكاني العام يحتل ركناً أساسياً في مجال التنمية والتخطيط والبحوث والدراسات في العصر الحديث ، إذ بدونه لا يمكن القيام بأي مشروع تنموي أو بحث علمي يعتد به في مجال التنمية الاقتصادية والبشرية ، سواءً كانت مشاريع إنتاجية أو خدمية ، حيث لا يمكن الاعتماد على التخمينات والتكهنات في هذا العصر الذي صار كل شيء فيه يعتمد على الأساليب العلمية ، لذلك يجب أن يكون التعداد القادم ناجحاً دون أن يترك أي ثغرة للطعن به أو الشك في نتائجه ولن يتحقق ذلك إلا بالتحضير الجيد والإعداد الكافي له من القوى البشرية واللوجستية وتصميم الاستمارات بشكل علمي جيد للحصول على كمية وافرة من المعلومات المطلوبة والمفيدة ، خصوصا وأن التعداد في بلادنا ليس بالأمر السهل بل عملية شاقة وباهظة التكاليف ، لذلك يجب أن يكون ناجحاً ويكون مصدراً علمياً موثوقاً به للبحوث والدراسات الأكاديمية بالإضافة إلى تخطيط المشاريع التنموية ، الاقتصادية منها والبشرية.

استطلاع/ شوقي العباسي

مواضيع ذات صلة