سلوك ينقذ الحياة

ناقش الأحد الماضي بالعاصمة صنعاء نحو (20) إعلاميا يمثلون مختلف الوسائل الإعلامية سبل تعزيز وعي المجتمع حول أهمية غسل اليدين بالماء والصابون وذلك في لقاء تعريفي نظمه البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام بالتعاون مع منظمة اليونيسيف.
وقد جاء عقد هذا اللقاء التعريفي للإعلاميين في إطار الأنشطة التي تنفذها اليمن بمناسبة اليوم العالمي لغسل اليدين الذي يصادف الـ 15 من شهر أكتوبر من كل عام والذي يهدف إلي نشر التوعية والفهم حول أهمية وفوائد غسل اليدين بالصابون كوسيلة وقائية فعالة وقليلة الكلفة لتفادي الأمراض.
ويعتبر إحياء هذا اليوم كل عام تقليداً يشجع الناس على ممارسة عادة غسل اليدين بالصابون ويعزز ويدعم هذه الثقافة محليا وعالميا.
إن شعار (الأيادي النظيفة تنقذ الحياة) الذي أطلقته منظمة الشركاء بين القطاع العام والخاص التي تضم في عضويتها (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والبنك الدولي وبرنامج المياه للتنمية الدولية وبرنامج المياه والصرف الصحي واليونيسيف (صندوق الطفولة العالمي) والمجلس التعاوني لإمدادات المياه والصرف الصحي والمراكز الأمريكية لضبط الأمراض والوقاية منها وشركة بروكتر أند غامبل وشركة كولغيت بالموليف وكلية الصحة العامة بجامعة (جونز هوبكنز) من اجل تشجيع غسل اليدين بالصابون قد دق ناقوس الإنذار لملايين البشر في مختلف أنحاء العالم بأن هذا السلوك الصحي السليم أداة وقائية فعالة لإنقاذ حياة الملايين من الناس خاصة الأطفال دون سن الخامسة من العمر في بلدان العالم النائي بما فيها اليمن.
ويعد غسل اليدين بالماء والصابون سلوكاً صحياً سليماً يعزز الصحة ويقي من الإصابة بالكثير من الأمراض ، ويعتبر من الوسائل الأكثر فعالية والأقل كلفة لتفادي أمراض مثل الإسهالات والالتهاب الرئوي المسئولة عن معظم حالات الوفاة عند الأطفال كل عام حيث يفارق حوالي 4 ملايين طفل الحياة قبل بلوغهم سن الخامسة من العمر بسبب إصابتهم بأمراض الاسهالات والالتهابات الرئوية بحسب ما تؤكده العديد من الدراسات والأبحاث الطبية.
كما أن غسل اليدين بالماء والصابون يساعد على تفادي الإصابة بالتهابات الجلد والعين والديدان الطفيلية. وهي عادة فعالة في تفادي انتشار العديد من الأمراض حتى في المجتمعات المكتظة والبيئات الأكثر تلوثا وقد تنقذ حياة العديد من الأشخاص أكثر من أي لقاح أو وسيلة طبية قادرة على الحد من حالات الوفاة جراء الأمراض.
إن غسل اليدين بالماء فقط ليس كافياً لتحقيق الصحة وهي أقل فعالية من غسل اليدين بالصابون لأن نظافة اليدين تتطلب غسلهما بطريقة صحيحة باستخدام الصابون والماء من أجل التخلص من الدهون والأوساخ التي تحمل الجراثيم وتعتبر جميع أنواع الصابون فعالة من ناحية التخلص من الجراثيم المسببة للأمراض ، فاليدان هما الناقل الرئيس للجراثيم المسببة للأمراض لذا من الضروري غسلهما في هذه الظروف.
إننا في اليمن نعاني كثيرا من عدم الاكتراث لأهمية ممارسة هذه العادة الصحية المنقذة للحياة وليس ذلك نتيجة لضيق الحال المعيشي أو لانعدام الصابون في المنازل أو غير ذلك من الأسباب التي قد نظنها سبباً في عزوف الكثيرين عن ممارسة هذه العادة أو عدم اهتمامهم بها ولكن ذلك يعود إلى غياب الوعي لدى هؤلاء بأهمية ممارستها وفوائدها الصحية.
ومن هنا علينا أن نعزز وعي المجتمع بأهمية غسل اليدين بالماء والصابون وأن نعلم عادة غسل اليدين لأطفالنا فهم القادرون على إحداث تغيير سلوكي مستديم. وهم من يقدرون على نقل عادة غسل اليدين بالصابون بعد تعلمها إلى منازلهم ومجتمعهم.
إن التحدي اليوم هو تحويل غسل اليدين بالصابون من مجرد فكرة إلى عادة تلقائية تمارس في المنازل والمدارس والمطاعم والمجتمعات ، فعادة غسل اليدين هي أساس الصحة العامة وقد ساهم هذا السلوك الصحي والخدمات الصحية بشكل لافت أواخر القرن التاسع عشر في التقليل من حالات الوفيات جراء الإصابة بالأمراض المعدية في البلدان الغنية ونحن في المجتمعات الفقيرة أحوج ما نكون إلى ممارسة هذا السلوك خصوصا مع غياب أو ضعف الخدمات الصحية.
بشير الحزمي