التعداد السكاني 2014.. ضرورة لمستقبل أفضل
في - السبت 24 نوفمبر 2012التعداد السكاني يحتل ركناً أساسياً في مجال التنمية والتخطيط والبحوث والدراسات في العصر الحديث ، بدونه لا يمكن القيام بأي مشروع تنموي أو بحث علمي في مجال التنمية الإقتصادية والبشرية، سواءً كانت مشاريع إنتاجية أو خدمية ، حيث لا يمكن الاعتماد على التخمينات والتكهنات في عصر صار كل شيء فيه يعتمد على الأساليب العلمية فالتعداد السكاني تبنى عليه جميع الخطط المستقبلية للدولة لاستيعاب الأجيال القادمة ومحاربة البطالة وغير ذلك من القضايا السكانية ، بالإضافة إلى أن المؤسسات الرسمية سواء كانت تشريعية أو تنفيذية تحتاج في كل قراراتها وخططها لمعلومات دقيقة وصائبة حتى تتمكن من رسم سياساتها واستراتيجياتها قصيرة وطويلة المدى، وهذا ما سيوفره التعداد السكاني الذي تجري التحضيرات له من قبل الجهاز المركزي للإحصاء والمقرر تنفيذه خلال العام 2014م ، والذي سيسهم في تقديم صورة دقيقة لموقع اليمن الإقليمي والعالمي ، بالإضافة إلى توفر الحقائق الأساسية للحكومة لتنظيم خططها المستقبلية على أساس المعلومات والبيانات التي سيوفرها لوضع الخطط ومعرفة الاحتياجات التي يجب توفيرها على ضوء المؤشرات والبيانات التي وفرها التعداد.
ونظراً للأهمية التي يكتسبها التعداد السكاني فان الوعي بأهميته يأخذ سلم الأولويات بالنسبة للمخططين، لأن المعلومات الحقيقية يملكها المواطن وهي التي تساعد في بناء مشاريع تنموية يضعها المخططون ضمن أولوياتهم، لكن المؤسف أن الكثيرين يستهترون بهذه القضية الوطنية وعدم التجاوب وإعطاء معلومات مضللة وغير صحيحة الأمر الذي يؤدي إلى الخروج بنتائج ومؤشرات غير صحيحة ما ينعكس سلباً على الخطط التي يتم وضعها ما يتسبب في كثير من الإخفاقات الأمر الذي يستدعي العمل على الإدلاء بالمعلومات الصحيحة من قبل أبناء المجتمع التي سيخرج بها التعداد من اجل رسم السياسات المستقبلية في الجوانب السكانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وحتى يتم تقدم مستوى أفضل للخدمات المجتمعية المختلفة.
إن أهمية التوعية بأهداف التعداد السكاني وفوائده وإيصال الرسالة الهادفة إلى مختلف الشرائح المجتمعية هو ما يجب التأكيد عليه وان يعرفه القائمين على هذا المشروع الوطني لما لتلك الرسالة من دوراً هاماً في عملية التجاوب من قبل المجتمع مع الفرق التي ستقوم بعملية العد والحصر، وهو امراً يتطلب تعاوناً كاملاً بين الحكومة والمجتمع للوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة من التعداد من اجل الموازنة بين احتياجات ومتطلبات الأفراد من جهة وما يتوجب على الدولة فعله لتوفير تلك المتطلبات لتأمين مستقبل أفضل لسكانها من جهة أخرى.
شوقي العباسي