الأمراض المنقولة جنسيا

الأمراض المنقولة جنسيا أمراض عدائية ذات أهمية كبرى بالنسبة للصحة العامة ، وانتشارها مرتفع في جميع أنحاء العالم.
وتكمن أهمية هذه الأمراض المعدية في أنها تستطيع ان تسبب مضاعفات في المصابين بالعدوى ، تستطيع ان تبقى في الجسم عديمة الأعراض مدة طويلة وان تسبب في إصابة الجنين الوليد بالعدوى ومع ظهور جائحة العدوى بفيروس العوز المناعي البشري ، ازدادت أهمية لأمراض المنقولة جنسيا زيادة كبيرة لأن هذه العدوى تمثل أيضا مرضا آخر من هذه الأمراض ولا يعرف حتى الآن علاجه وهو فيروس العوز المناعة البشرية (إيدز) الذي سوف ينتهي الأمر بالمصابين بهذه العدوى الى الإصابة بمتلازمة العوز المناعي المكتسب المعروف باسم الإيدز والوفاة بهذه المتلازمة.
ويوجد الكثير من العلاقة المتبادلة بين عدوى فيروس العوز المناعي البشري والأمراض المنقولة جنسيا ومع ذلك فهذه العدوى ليست إلا واحدة من هذه الأمراض. ويتم اكتساب العدوى ونقلها بنفس الطريقة التي يتم بها ذلك في جميع الإمراض الأخرى المنقولة جنسيا.
كما ان الوقاية الأولية من كل من هذه العدوى وغيرها من هذه الأمراض تتماثل مع الوقاية من هذه الأمراض واهم ما في الأمر ان الأمراض المنقولة جنسيا تسهل انتقال عدوى هذا الفيروس واكتساب العدوى بفيروس العوز المناعي البشري.
ان الخطورة في ما تسببه الأمراض المنقولة جنسيا هو المتدثرات (sequllea) أي الحالات المرضية التي تحدث بسب انتشار الكائنات المسببة للأمراض؟ (البكتيريا والفيروسات على سبيل المثال) تدخل العدوى الى أي جزء من الأجزاء الأخرى في القناة التناسلية أو الى أي جزء آخر من أجزاء الجسم فقد تسبب داء المتدثرات (chalmydia) أو الزهري أو السيلان في حالات شديدة كما قد يحدث سرطان عنق الرحم بعد مدة تتراوح بين (5-30) سنة من الإصابة الأولية بفيروس الورم الحليمي البشري (human papilloma virus) وتهدد بعض الأمراض المنقولة جنسيا خصوبة الرجل والمرأة على السواء ففي النساء تزحف الكائنات المسببة للأمراض المنقولة جنسيا بين القناة التناسلية الى أعلى حيث تسبب أمراض الحوض التهابية (التهاب الرحم أو المبيضين وأضرار أخرى داخل الحوض) فضلا عن الآلام الحوض المزمنة والعقم وتحدث معظم أمراض الحوض الالتهابية بين النساء المصابات بسيلان عنق الرحم ، إذا لم تتلقى العلاج الكافي فمنهن يصبن بمرض التهابي في الحوض وقد يسبب هذا المرض العقم في نسبة تتراوح من (55-85بالمائة) من النساء غير المعالجات.
وفي الرجال قد يكون العقم نتيجة الانتشار العدوى من الإحليل الى البربخ والأسباب الأكثر شيوعا لحدوث التهاب البربخ في الرجال البالغين من العمر اقل من 35 سنة هو السيلان ويسبب للرجال الغير معالجين الى العقم في نسبة تتراوح بين 20بالمائة وبين 40بالمائة كما ان هذه الأمراض المنقولة جنسيا تسهل انتقال فيروس الإيدز من شخص لآخر عن طريق القرحات التناسلية وحالات (chalmydia) والسيلان الزهري وداء المشعرات تزيد احتمال العدوى بالفيروس (الإيدز) بمقدار ضعفين الى تسعة أضعاف ونظرا لوجود فيروس الإيدز في سوائل الجسم فبإمكانه ان ينتقل بسهولة اكثر عن طريق القرحات التناسلية.
ويمكن ان يتلمس المصابون (بمرض منقول جنسيا) الرعاية في القطاع الخاص أو العام ، وفي القطاعات الرسمية أو غير الرسمية ويتجه المصابون بهذا المرض في العادة الى المرافق التي يرون أنها تقدم الرعاية المقبولة عندهم وبالمقابل يجب ان تكون الرعاية فعالة وان تتجنب توسيمهم والتمييز ضدهم.
د/ فهد محمود الصبري