صحة المرأة كما تراها منظمة الصحة العالمية

الفقر يشكل عقبة أمام الحصول على الصحة الإنجابية ويضع عبئاً على صحة النساء

في - الأربعاء 20 مارس 2013

أوضحت منظمة الصحة العالمية على موقعها الالكتروني أن نوع الجنس يؤثّر بشدّة في صحة الإنسان وذلك بسبب الاختلافات البيولوجية وغيرها من الاختلافات القائمة بين الجنسين. وأن من الأمور المثيرة للقلق بوجه خاص صحة النساء والفتيات، ذلك أنّهن يعانين، في كثير من المجتمعات، من الحرمان جرّاء التمييز الذي يواجهنه والذي تمتد جذوره إلى عوامل اجتماعية ثقافية. فتلك الفئة معرّضة أكثر من غيرها، مثلاً، لمخاطر الإصابة بالإيدز والعدوى بفيروسه.

وأشارت المنظمة إلى أن من العوامل الاجتماعية الثقافية التي تحول دون استفادة النساء والفتيات من الخدمات الصحية الجيدة وبلوغ أعلى مستوى صحي يمكن بلوغه هي عدم تساوي علاقات القوة بين الرجل والمرأة، القواعد الاجتماعية التي تحدّ من فرص التعليم والاستفادة من عمل مدفوع الأجر، التركيز، بشكل حصري، على الأدوار الإنجابية التي تؤديها المرأة، التعرّض المحتمل أو الفعلي للعنف الجسدي أو الجنسي أو الانفعالي.

الفقر عقبة كبيرة

ولفتت المنظمة إلى أنّه على الرغم من أنّ الفقر يشكّل عقبة كبيرة أمام الحصائل الصحية الإيجابية بالنسبة للرجل والمرأة على حدٍ سواء ، فإنّه يضع عبئاً أفدح على صحة النساء والفتيات وذلك لأسباب عدة منها ، مثلاً ، الممارسات التغذوية (سوء التغذية) واستخدام وقود غير مأمون لأغراض الطهي (مرض الرئة الانسدادي المزمن).

وذكرت الصحة العالمية أنّه على الرغم من بلوغ متوسط العمر المأمول بين نساء معظم بلدان العالم معدلات تتجاوز معدلات الرجال ، فإنّ هناك عدداً من العوامل الصحية والاجتماعية تسهم ، مجتمعة ، في الحدّ من نوعية حياتهن. ذلك أنّ عدم المساواة في الحصول على المعلومات وخدمات الرعاية والخدمات الصحية الأساسية تزيد من المخاطر الصحية المحدقة بهن.

مخاطر التمييز

وأكدت أنّ التمييز القائم على أساس الجنس يؤدي إلى تعرّض النساء لكثير من الأخطار الصحية، بما في ذلك العنف الجسدي والجنسي وأنواع العدوى المنقولة جنسياً والإيدز والعدوى بفيروسه والملاريا ومرض الرئة الانسدادي المزمن. وقد أصبح تعاطي التبغ يشكّل كذلك خطراً يحدق بالفتيات ، كما أنّ معدلات الوفيات أثناء فترة الحمل وخلال الولادة تظلّ عالية في البلدان النامية.

عشر حقائق

وذكرت منظمة الصحة العالمية عشر حقائق عن صحة المرأة تشمل 10 مجالات رئيسية تؤثّر بشكل وخيم في صحة المرأة وهي:

•تشير التقديرات إلى أنّ معدلات التدخين بين الرجال تتجاوز معدلات التدخين بين النساء بنحو 10 أضعاف. غير أنّ حملات التسويق الضارية التي استهدفت النساء في الآونٌ الأخيرة أدّت إلى ارتفاع سريع في نسبة التدخين بين فتيات البلدان النامية. والجدير بالذكر أنّ نسبة نجاح النساء في الإقلاع عن التدخين أقلّ من نسبة نجاح الرجال في ذلك ، وأنّ النساء أكثر عرضة من الرجال للعودة إلى التعاطي ، كما أنّ المعالجة الاستعاضية قد تكون أقلّ فعالية لدى النساء.

•تمثّل النساء 61بالمائة من مجموع البالغين المصابين بفيروس الإيدز في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وفي منطقة بحر الكاريبي تمّثل النساء 43بالمائة من مجموع حملة ذلك الفيروس. كما تشهد أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا الشرقية ارتفاعاً في أعداد النساء اللائي يحملن ذلك الفيروس ، مع أنّها لا تزال تؤوي نسبة أقلّ منهن مقارنة بالمناطق الأخرى.

•نحو 15بالمائة إلى 71بالمائة من النساء في جميع أنحاء العالم يعانين من عنف جسدي أو جنسي من قبل الرجال الذين يعاشروهن في مرحلة ما من حياتهن. وتُسجّل حالات إساءة معاملة النساء في جميع الأوساط الاجتماعية والاقتصادية ، ممّا يخلّف آثاراً وخيمة على صحتهن.

•تبيّن بعض الدراسات أنّ خُمس النساء يُبلّغن عن تعرّضهن لعنف جنسي قبل بلوغهن سنّ الخامسة عشرة.

•على الرغم من تراجع نسبة الزواج المبكّر ، فإنّ نحو 100 مليون طفلة ستتزوّج قبل بلوغها سن الثامنة عشرة في السنوات العشر القادمة. وتمثّل تلك النسبة ثلث المراهقات في البلدان النامية (باستثناء الصين). وكثيراً ما تفتقر الزوجات من صغار الفتيات إلى دراية كافية بمسائل الجنس وأنواع العدوى المنقولة جنسياً والإيدز والعدوى بفيروسه.

•تواجه نحو 14 مليون مراهقة تجربة الأمومة كل عام. وتعيش أكثر من 90بالمائة من تلك الأمهات الصغيرات السنّ في البلدان النامية.

•يشهد كل عام وفاة 1600 امرأة وأكثر من 10000 وليد بسبب مضاعفات يمكن توقيها تحدث أثناء فترة الحمل وخلال الولادة. وتقع حوالي 99بالمائة من وفيات الأمومة و 90بالمائة من وفيات الولدان في العالم النامي.

•تسهم الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات في الحد من نسبة إصابة النساء وأطفالهن بالملاريا. وعندما تحصل النساء على دخل ، فإنّهن يملن ، أكثر من الرجال ، إلى شراء تلك الناموسيات لأسرهن. غير أنّ استخدام تلك المعدات له صلة ، في غالب الأحيان ، بأنماط النوم التي تحول دون استعمالها بشكل صحيح من قبل النساء.

•تتولى النساء ، في معظم البلدان ، مهمة الطبخ. وعندما يطبخن أمام نيران مكشوفة أو مواقد تقليدية ، فإنّهن يستنشقن ، يومياً ، مئات الملوّثات. ويتسبّب ذلك الدخان المنبعث داخل المباني في وفاة نصف مليون امرأة من أصل مجموع النساء اللائي يتوفين سنوياً في جميع أنحاء العالم بسبب مرض الرئة الانسدادي المزمن والبالغ عددهن 1.3 مليون امرأة. وعلى سبيل المقارنة ، لا تبلغ نسبة الرجال الذين يقضون نحبهم سنوياً بسبب ذلك المرض الناجم عن الدخان المنبعث داخل المباني إلآ نحو 12بالمائة. وقد يتسبّب تعرّض الجنين لتلك الملوّثات الضارة ، أثناء فترة الحمل ، في انخفاض وزنه عند الميلاد ، بل وحتى في وفاته.

•تواجه النساء ، في جميع أنحاء العالم ومن جميع الفئات العمرية ، خطر التعرّض للعمى وضعف البصر بنسبة تفوق تعرّض الرجال لتلك المخاطر. وعلى الرغم من ذلك فإنّهن لا يستفدن من خدمات الرعاية الصحية على قدم المساواة لعلاج أمراض العين التي تصيبهن وذلك بسبب عوامل تعود ، في كثير من الأحيان ، إلى عدم قدرتهن على التردّد بمفردهن على المرافق الصحية ، والاختلافات الثقافية القائمة بين المجتمعات فيما يخص أهمية خدمات الجراحة والعلاج الخاصة بالمرأة.

مواضيع ذات صلة