(6) آلاف قابلة مجتمع وفنية ولادة في عموم الجمهورية والاحتياج مايزال كبيراً
في - الأربعاء 08 مايو 2013تحتفل بلادنا مع سائر دول العالم اليوم الأربعاء باليوم العالمي للقابلات تحت شعار (العالم بحاجة إلى القابلات لإنقاذ حياة النساء والمواليد) تقديرا لدورهن الجليل في تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتخفيض وفيات الأمهات.
وأوضحت رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات سعاد قاسم صالح أن إحياء بلادنا لهذه المناسبة سنويا هو لتوضيح دور القابلات في تحسين صحة الأمهات والأطفال.
وقالت إن اليمن بدأت تحتفل بهذا اليوم كونها عضواً أساسياً في الاتحاد الدولي للقابلات وتشارك في كافة الفعاليات الدولية التي تعكس دور القابلات في العالم في تحقيق أهداف التنمية الألفية وخفض معدلات وفيات الأمهات والمواليد.
وأشارت إلى أن الجمعية ستركز هذا العام على وضع لوائح ونظام تشريعي لمهنة القبالة وسيتم مناقشتها مع الجهات المعنية وذلك من اجل حماية المجتمع من أية ممارسات خاطئة وفي نفس الوقت حماية القابلات من خلال تأهيلهن تأهيلاً عالياً وبما يضمن أن يقدمن خدمات عالية المستوى.
مؤكدة أن الجمعية وبالتعاون مع شركائها تعمل على تطوير مهنة القبالة، حيث تم اعتماد نظام تعليمي (دبلوم 3 سنوات بعد الثانوية) لقابلات المجتمع ليصبحن فنيات ولادة ورعاية الحوامل ، وأن هناك مساعي لإعداد برامج بكالوريوس لحاملات الدبلوم أسوة بالمجالات الصحية الأخرى من خلال فتح فرع خاص بمساق بكالوريوس قابلات في جامعة صنعاء.
وقالت: إن أردنا إعداد لوائح وأنظمة يكون فيها الحساب والعقاب لابد أن يكون مقدم الخدمة لديه كفاءة عالية ولذلك نعمل على وضع اللوائح التنظيمية ورفع المستوى العلمي للقابلات وفنيات الولادة ورعاية الحوامل.
موضحة أن هناك حوالي 6 ألآف قابلة مجتمع وفنيات ولادة ورعاية حوامل يتوزعن في مختلف محافظات الجمهورية ، وهو عدد غير كافي لتغطية احتياجات المجتمع وبخاصة في المناطق الريفية.
خطة عالمية مشتركة
ولفتت رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات إلى أن الجمعية قد شاركت في المؤتمر الإقليمي لشرق المتوسط وشمال أفريقيا عام 2012م والذي هدف إلى تبادل الخبرة والمعلومات من اجل تحسين صحة النساء والأطفال وتخفيض الوفيات. وإعداد خطة إستراتيجية مشتركة لمهنة القبالة في الدول التالية وهي (الأردن ، العراق ، فلسطين ، جمهورية مصر ، اليمن ، السودان ، المغرب ، تونس ، عمان ، الإمارات العربية المتحدة ، قطر ، البحرين ، السعودية ، الكويت وجبوتي). وقد تم خلال إعداد هذه الخطة الإستراتيجية التركيز على ثلاثة جوانب هامة باعتبارها أعمدة هامة لمهنة القبالة وقد أدرجت ضمن توصيات المؤتمر وهى:- تأسيس وتقوية جمعيات القبالة باعتبار هذه الجمعيات كياناً مهنياً معترفا به كممثل رسمي للقابلات ، توفر الأنظمة التشريعية والقوانين لمهنة القبالة وأهمية ذلك لحماية المستفيدين من الخدمات الصحية والعاملين في مجال الولادة ورعاية الحوامل ، تطوير المستوى العلمي للقابلات لمواكبة الاحتياجات والمتطلبات الدولية لتحسين صحة النساء والأطفال على أن يتم توحيد معايير القبول والفترة المقررة لدراسة القبالة وفن الولادة ورعاية الحوامل في دول شرق الأوسط وشمال أفريقيا على النحو التالي: (دبلوم فنية ولادة ورعاية الحوامل 3 سنوات بعد الثانوية العامة ، بكالوريوس 4 سنوات بعد الثانوية العامة ، إعداد برنامج استثنائي لمدة عام لترفيع قابلات مجتمع إلى ثلاثه سنوات وذلك بحسب معايير الاتحاد الدولي لمهنة القبالة). وقد تم إلزام المشاركات في مؤتمر إقليم شرق الأوسط وشمال أفريقيا بمناقشة هذه القضايا مع الجهات المختصة في بلدانهم والعمل على تنفيذ توصيات المؤتمر.
فعاليات الاحتفال
وأشارت إلى أن الجمعية و ضمن فعاليات اليوم العالمي لمهنة القبالة وفن الولادة ورعاية الحوامل ستقوم بعقد ورشة عمل لمناقشة الوثائق المستلمة من الاتحاد الدولي لمهنة القبالة حول الأنظمة التشريعية وقوانين ممارسة المهنة لعرض الموضوع على الجهات ذات العلاقة من ممثلين من وزارة الصحة العامة ، المعاهد العليا للعلوم الصحية صنعاء وعدن ، جامعة صنعاء ، نقابة المهن الصحية ، قيادات جمعيات القبالة في المحافظات... الخ وذلك للخروج بتوصيات حول وضع أنظمة ومعايير لممارسة المهنة.
وقالت أن الاحتفال باليوم العالمي للقابلات سيشهد عرضاً لمسرحية قصيرة تتحدث عن قصة نجاح قابلة في مساعدة حالة ناسور ولادي للحصول على العلاج المناسب، وكذا عرض مختصر حول تأسيس العيادات المنزلية للقابلات بهدف تسهيل حصول النساء على رعاية الأم والوليد قبل وبعد الولادة. كما سيتم عقد ورشة لمناقشة اللوائح والنظام التشريعي لمهنة القبالة.
عدد غير كاف
ولفتت سعاد قاسم إلى أن اليمن كغيرها من الدول النامية تعاني من عدم توفر العدد الكافي من القابلات ما أدى إلى ضعف نسبة التغطية السكانية بخدمات الصحة الإنجابية وخدمات التوليد كما أن معدل الولادة المنزلية هي 77بالمائة، ومعدل الولادات التي تتم بواسطة كوادر مدربة وماهرة (أطباء و قابلات) هي 22بالمائة فقط ، كما أن 13بالمائة فقط من النساء يحصلن على رعاية ومتابعة بعد الولادة ونتيجة لذلك فقد تم تأسيس الجمعية الوطنية للقابلات في 1-9-2004 بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وصندوق الأمم المتحدة للسكان وذلك انطلاقاً من أهمية دور القابلات في الإسهام في وضع وتحسين معايير خدمات الصحة الإنجابية لتحقيق ألأهداف العامة المتمثلة في تخفيض نسبة وفيات الأمهات والمواليد من خلال تحقيق استراتيجيات الأمومة الآمنة وقد لعبت كل من وزارتي الصحة العامة والشؤون الاجتماعية والعمل دورا كبيرا في تشجيع القابلات على تأسيس جمعيتهن أيمانا منهم بأهمية دور القابلات في المجتمع. وقد حملة الجمعية رؤية واضحة لخصت في عبارة شاملة (بيت يضم جميع قابلات اليمن من اجل مجتمع سليم صحيا واجتماعيا واقتصاديا).
رسالة وأهداف
وقالت أن رسالة الجمعية تتمثل في السعي إلى تمكين القابلات اليمنيات من أداء دورهن بكفاءة عالية من اجل تقديم خدمات صحية متميزة للمجتمع خاصة الأمهات والأطفال ، وذلك من خلال تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها المساهمة في تخفيض نسبة المراضة ووفيات الأمهات والمواليد ، رفع نسبة الولادات بكوادر ماهرة (قابلات مؤهلات).
مشيرة إلى أن الجمعية تقوم بتنفيذ العديد من الأنشطة والتي يأتي في طليعتها التدريب المستمر للقابلات لتطوير مهاراتهن ، توفير فرص عمل للقابلات من خلال دعم القابلات غير الموظفات لفتح عيادات منزلية في الأحياء السكنية مما يساعد أيضا على تسهيل حصول النساء على الرعاية الصحية وخدمات التوليد في أماكن قريبة منهن ، تنفيذ المسوحات والدراسات حول مهنة القابلة في اليمن ، تنفيذ برامج توعية و تثقيف صحي للمجتمع خاصة فئة الشباب والشابات حول التقاليد والعادات الضارة مثل الزواج المبكر... الخ.
صعوبات وتحديات
وأشارت إلى ما تعانيه الجمعية من صعوبات وتحديات أبرزها عدم توفر فرص عمل لبعض القابلات خريجات المعاهد الصحية ، عدم توفر فرص دراسات عليا للقابلات في جامعة صنعاء أسوة بالمجالات الصحية الأخرى مثل (الصيدلة والمختبرات والتمريض) ، عدم توفر دعم مالي ثابت للجمعية وعدم توفر نفقات تشغيلية ، تجاهل بعض المسئولين والجهات الرسمية دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات المهنية وأهميتها في التنمية الاجتماعية وعدم إشراكهم في الأنشطة التي تتعلق بتخصصاتهم.
نجاحات عديدة
ولافتت إلى ما حققته الجمعية خلال الفترة الماضية من نجاحات وانجازات عديدة كان منها تنفيذ برامج توعية وتثقيف صحي للمجتمع خاصة فئة الشباب والشابات حول التقاليد والعادات الضارة مثل الزواج المبكر، دورات تدريبية للقابلات في مجال رعاية الحوامل وفي مجال أفضل الممارسات ، تدريب مدربين في مجال إعداد خرائط للزمام السكاني ، دورات تدريبية للقابلات في مجال إدارة المشروع ، في مجال تنظيم الأسرة ، وفي استخدام مخطط الولادة للاكتشاف المبكر للحالات الخطرة أثناء الولادة ، في مجال التدبير الفعال للمرحلة الثالثة من المخاض للوقاية من النزيف بعد الولادة ، كما قامت الجمعية بتوفير فرص عمل للقابلات غير الموظفات بدعمهن لتأسيس عيادات منزلية للولادة ورعاية الحوامل، تنفيذ مسح ميداني لتأسيس قاعدة بيانات حول القابلات في الجمهورية.
وأعربت عن شكرها وتقديرها العالي لجهود صندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية (UNFPA) والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لدعمهما أنشطة الجمعية منذ تأسيسها واستمرارهما في مواصلة الدعم والتمويل للبرامج التدريبية وتأسيس عيادات منزلية للقابلات غير الموظفات في المناطق الريفية والأكثر حاجة للخدمات.
لقاء/ بشير الحزمي