لعنف الأسري في المجتمع اليمني واقع مؤلم وحلول غائبة!!
(المرأة اليمنية) في دائرة المعاناة نتيجة صمت معيب وغياب للوعي بالحقوق والواجبات وفهم قاصر للتعاليم الشرعية ونص قانوني لاينصف
في - الخميس 11 يوليو 2013يعد العنف الأسري أحد ابرز أشكال العنف الذي يمارس ضد المرأة اليمنية وعلى نطاق واسع وباتت الظاهرة تتطلب الوقوف أمامها بجد للبحث في أسبابها والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لمواجهتها والحد منها.
ومن هذا المنطلق حرصت الصحيفة ومن خلال هذا التحقيق على النزول الميداني إلى عدد من مراكز الإيواء الخاصة بضحايا العنف بالعاصمة صنعاء وزيارة عدد من الأسر التي تعاني فيها المرأة من عنف كما التقت بالمعنيين في الجهات ذات العلاقة لتقف على حجم الظاهرة والسبل الكفيلة بمواجهتها.. فالى التفاصيل:
الضحية (أ.ق) من محافظة عمران وتبلغ من العمر 25 عاماً هي إحدى ضحايا العنف الأسري وقد استقبلتها دار الوئام الأسري التابعة لاتحاد نساء اليمن ووفرت لها الايواء وفيها التقيناها حيث روت لنا تفاصيل قصتها ومعاناتها وقالت: لقد بدأت قصتي بعد زواجي من رجل لا اعرفه غير انه قريب لزوجة أخي وقد بقيت معه بعد الزواج شهراً ونصف شهر وبعدها هاجر إلى السعودية للعمل وتبدأ معاناتي عندما تلقيت اتصالات من أشخاص سعوديين يقولون لي أنهم قد شاهدوا صوري وانا ألبس كذا وكذا ... أعطاهم أيها زوجي وقتها شعرت بمرارة وألم كبير وعلى الفور قررت الذهاب إلى بيت أهلي حنقاً منه كونه سمح لغرباء بأن يشاهدوا صوري الخاصة التي لا يصح لأحد أن يشاهدها غيره ، وبقيت في بيت أهلي لمدة سنة ونصف وعندما عاد زوجي طلب رجوعي إلى بيته فرفضت وطلبت الطلاق لأني لم أعد ائتمنه على نفسي ، وحينما رفضت العودة إليه فقام إخوتي وبالذات أخي المتزوج بأخت زوجي بضربي محاولين إرغامي على الرجوع إليه وعندما اصررت على موقفي عاملوني بعنف وضربوني وعذبوني وربطوني من قدمي بسلسلة حديد على دبة غاز مليئة واستمر حالي هكذا لمدة 18 يوماً وكنت اسمع أخي يهددني ويقول أنه سيرشني بمادة الأسيت الحارق ليحرق جسمي وقتها قررت الهرب من البيت وبالفعل تمكنت من ذلك وذهبت إلى بيت عمي مستنجدة به ليحميني منهم لأن أبي كان مريضاً وكان يطاوع إخوتي بما يفعلونه بي ، ولكن عمي بعد يومين من ذهابي إليه اتصل بإخوتي وطلب منهم الحضور لأخذي كوني ما أزال على ذمة رجل لكنني بقيت على إصراري بطلب الطلاق وتم لي ما أردت. وعندما عدت عند إخوتي ربطوني مرة ثانية وضربوني بقسوة لكنني تمكنت من الهرب إلى عند شيخ المنطقة ، ووقتها عمل إخوتي تنازلاً بي للشيخ وبقيت عند الشيخ إلى أن زوجني بشخص آخر ، ولم اسلم من المشاكل مع زوجي الثاني ورجعت إلى عند الشيخ لأنه أصبح ولي أمري ، فطلب مني أن اتحمل ، لكن لكثرة المشاكل واستمرار معاناتي قررت الانفصال من زوجي الثاني ولي بنت منه ، لكن الشيخ قال لي لو أردت الانفصال عن زوجك إما أن تتنازلي له عن مهرك أو عن ابنتك ، فاخترت ابنتي وتنازلت له عن مهري. وعندما سمعت عن دار الإيواء الأسري لاتحاد نساء اليمن بالعاصمة صنعاء لجأت إليها. والآن نلت حريتي من زوجي الثاني الذي طلقني بعد أن تنازلت له عن مهري وبقيت ابنتي معي.
باب من الأمل
وتواصل (أ.ق) رواية قصتها وابنتها ذات العشرة أشهر في حضنها تُقبلها تارة وتمسح على شعرها وتطبطب على ظهرها تارة أخرى ، وبصوت مليء بحشرجة ألم المعاناة ومرارة الحياة وقسوتها تروي بقية فصول ما تعرضت له من قهر وظلم على يد اقرب الناس إليها وهم من كان يفترض بهم حمايتها ورعاية مصالحها ، فتقول وقلبها يتفطر حزنا: لقد لجأت إلى هذه الدار بعد أن أغلقت أمامي كل الأبواب ولم يعد لدي من احد في هذه الدنيا ليحميني ويقف إلى جانبي لأن أهلي واقرب الناس إلى تخلوا عني والدولة لم تنصفني أو توفر لي الحماية وأصبح الكل ضدي ليس لأني مذنبه ولكن لأنني امرأة ضعيفة وليس لدي من يسندني ويحميني.
وقالت: أوجه شكري وتقديري لاتحاد نساء اليمن لوقوفه إلى جانبي واهتمامه بقضيتي ومساندتي وتوفير الأمان الذي افتقدته عند أسرتي وأهلي وشكري أيضا لمسئولة الدار التي أحاطتني وطفلتي بحبها ورعايتها واهتمامها.
الأم تشاطر ابنتها المعاناة
أما الضحية (هـ.ع) أم الضحية (أ.ق) وهي الأخرى تعرضت لعنف اسري من ذات الأسرة وطلقت من زوجها لرفضها العيش مع أبنائها وزوجاتهم بعد أن مرض زوجها وأصبح عاجزا عن العمل ودفع نفقات إيجار البيت الذي تسكنه هي وزوجها معللة رفضها العيش مع أبنائها بأنهم وزوجاتهم لا يعاملونها معاملة حسنة وقد عانت كثيرا منهم ولم تعد تطيق العيش معهم مطالبة زوجها المريض بالعيش بمفردهم وتحمل الأبناء إيجار البيت وهو ما رفضه الأبناء فأبقوا على أبيهم معهم وخرجت هي من بيتها دون رجعة حيث لجأت إلى بيت ابن أخيها لتعيش معه .. وهنا تقول الأم: لقد بدأت معاناتي عندما تصايحت مع أبنائي بسبب ما تعرضت له ابنتي المتزوجة من ضرب وتعذيب منهم لأنها رفضت الرجوع إلى زوجها الذي أرغمت على الزواج به وحدثت بينهما مشاكل وطلبت الطلاق منه فمنعوني من زيارتها واخذوا منها التلفون حتى لا تتواصل معي ومن ثم ضغطوا على أبيهم الذي يعيش معهم ليطلقني وبالفعل طلقني .. وبعد أن طلقني زوجي لجأت إلى دار الوئام الأسري التابعة لاتحاد نساء اليمن بالعاصمة صنعاء لأكون بالقرب من ابنتي نتقاسم معا الألم والمعانات.
إيواء ضحايا العنف
مسئولة دار الوئام الأسري باتحاد نساء اليمن جمالة صالح قالت: لقد أحتضنت الدار (أ. ق) وابنتها وأمها (هـ.ع) وهن جميعا ضحايا العنف الأسري. وقدمت لهن الحماية والرعاية وستعمل الدار على تأهيلهن وتدريبهن ليتعلمن حرفة يدوية ليتمكن من العيش من خلالها أو البحث عن فرصة عمل آمنة تؤمن لهن لقمة العيش وحياة كريمة بعد أن يخرجن من الدار .. وتضيف جمالة صالح بالقول: لقد باتت قضية العنف الموجه ضد المرأة في اليمن وبالتحديد العنف الأسري قضية خطيرة تعاني منها المرأة على نطاق واسع في الريف والحضر وأصبحت ظاهرة تتسع وتزداد يوما بعد يوم وبتنا نشاهدها ونسمع عن قصص ومعانات تحدث يوميا تدمي القلوب قبل العيون.
ونتمنى أن تقوم الدولة بواجبها في حماية المرأة اليمنية من كل أشكال العنف الذي تتعرض له وبالذات العنف الأسري بأن تجرمه وتسن التشريعات القانونية الرادعة وتفعلها للحد من هذه الظاهرة.
موضحة أن الدار تستقبل حالات عديدة من ضحايا العنف تأتي من مختلف محافظات الجمهورية وتقدم للنزيلات خدماتها في الحماية الاجتماعية والرعاية المعيشية والتدريب والتأهيل والعمل على حل مشاكلهن ومنهن من نوفق بينهن وأسرهن ويعدن للعيش معهم وأخريات نقوم بتزويجهن والبعض نجد لهن فرص عمل وعندما نتأكد أن مشكلة النزيلة لدينا في الدار قد حلت نسمح بخروجها من الدار.
قانون ظالم
ضحية اخرى لشكل آخر من أشكال العنف الاسري الذي تواجهه المرأة اليمنية وهي منال محمد تروي مأساتها وتقول: أنا أعيش حالة من الحاجة والفقر رغم أن لدي أموالاً كثيرة كان يفترض أن تكون من حقي لان أبي توفي ولديه أموال كثيرة وكما سمعت أن إخوتي الذكور كان نصيبهم من ميراث أبي ملايين كثيرة حرمنا منها أنا وأخواتي البنات بقانونهم الظالم حتى عندما كنت صغيرة فرض علي والدي الزواج من رجل في عمره وبعد أن أنجبت خمسة من الأولاد توفي زوجي لتستمر رحلة المعاناة والظلم الذي يلاحق المرأة في ظل مجتمع يعتبرها لا شيء ويعتبرها مجردة من الحقوق وعليها كم من الوجبات فمتى يدرك الناس أن البنت أمانة في أعناقهم وهل من قانون يجرم ويعاقب من يقسو عليها بغير وجه حق ويحرمها حقها في الحياة الكريمة.
حياة شقاء
وتشكو محصنة مقبل من منطقة الشرفة بمحافظة عمران حالتها وشقاءها مع الحياة فتقول: لدي مهام منزلية لا تحصى منذ الفجر أبدأ رحلة الشقاء في المنزل وخارجه. ولدينا سبعة وعشرون رأس غنم وبقرتان وثمانية أطفال وعائلة لا تعرف إلا كيف تفرض الأوامر. فالرجل يفرض على المرأة مهام فوق طاقتها وتوبخ إذا قصرت في تنفيذها وأحيانا بعض النساء قد تفقد حياتها كزوجة وترحل إلى بيت والدها لأنها كما يقولون لا يستفاد منها وكان المرأة أداة شقاء سواء في بيت والدها أم في بيت زوجها ويصل الأمر أحيانا إلى أن المرأة تتمنى في معظم العائلات لو أنها تغادر الحياة ربما تجد الراحة.
ردود فعل
أما سامية يحيى ربة بيت من محافظة صنعاء فقد تحدثت عن قصة عنف أسري لإحدى جاراتها وقد عايشت هي أحداث القصة وتألمت لها كثيراً فتقول: أسرة تسكن بالجوار الأب فيها ظالم إلى مستوى فوق المنطقي بحجة أن ضبط البنات واجب وإنهن سبب العار والمشاكل في الحياة .. بنات هذا الرجل محرومات من التعليم وممنوع خروجهن من المنزل لأي سبب من الأسباب وممنوع عليهن زيارة الأهل أو الجيران .. وكنا نسمع ضربه وتوبيخه لبناته لأتفه الأسباب .. ولم يكتفي بذلك بل نقل هذا السلوك إلى أولاده الذكور وباتت معاملة الأبناء لأخواتهم بنفس مستوى العنف الذي مارسه والدهم إلى أن جاء يوم سمعنا فيه أن إحدى بناته هربت من المنزل وتزوجت دون علم احد من أهلها. ورغم رفض المجتمع اليمني لذلك ، إلا أن من كان يعرف كيف تعامل البنات في تلك الأسرة لمس شيئاً من العذر في هذا التصرف الذي قامت به تلك الفتاة.
وتضيف سامية بالقول: لقد سمعنا أيضا أن الوالد والإخوة لا يزالون حتى اليوم يتوعدون بقتل تلك الفتاة وزوجها ليغسل العار الذي سببته لهم وقد زاد هذا الظلم والتعسف ليطال أيضا الأم إلى جانب بناتها.
وتختم سامية حديثها قائلة: على الأهل أن يخافوا الله في بناتهم ويحسنوا تربيتهن ويدركوا أن الله سيحاسبهم على الظلم الذي يقترفونه كما أن الضغط يولد الانفجار وكلما كان هناك ضغط كانت ردود الفعل على قدر الظلم الواقع وربما تؤدي إلى الانحراف والمضي في طريق غير سليم ، وعلى المجتمع أن يدرك أن الله كرم المرأة وجعل لها حقوقاً ينبغي ألا تحرم منها.
ضحايا عنف
وفى مركز الأمل لرعاية الفتيات بأمانة العاصمة تقول فاطمة جار الله مديرة المركز: نستقبل في المركز الأحداث من الفتيات اللاتي يتم تحويلهن من قبل النيابة أو المحكمة واللاتي يكون عليهن أحكام لقضاء فترة الحكم. ويتم إعادة تأهيلهن وتوعيتهن من خلال الجلسات النفسية والدينية والتثقيفية وعند انقضاء فترة الحكم نقوم بالتواصل مع أسرهن ليتم الترتيب لاستلامهن من المركز بأمان وحرص كي لا يعدن لممارسة السلوك الذي ارتكبنه.
مؤكدة أن معظم الحالات التي تأتي إلى المركز تكون ضحايا عنف أو تفكك اسري وعادة ما يؤدي العنف والتفكك إلى خروج الفتاة عن المألوف في التصرف والسلوكيات.
عنف مسموح
وتصف الاختصاصية الاجتماعية في مركز الأمل لرعاية الفتيات بشرى المقطري العنف الأسري بأنه احد اخطر أنواع العنف وبالذات انه يتم في إطار العائلة من قبل احد أفرادها بما له من سلطة أو ولاية أو علاقة بالضحية وقد يشمل العنف الضرب والظلم والإجحاف ضد الفتاة في إطار مسموح به اجتماعيا إستنادا إلى المعايير الشعبية والاجتماعية التي تؤيد تربية البنت وإلزامها بطاعة ذويها أو زوجها والسماح بتأديبها إذا خرجت عن نطاق ذلك من وجهة نظرهم.
موضحة أن نتائج العنف تنعكس سلبا على الفتاة والمجتمع ككل فقد تصبح الفتاة ناقمة من المجتمع وتتصرف على أساس ذلك وتخرج عن الطريق السليم وقد تعيش في حالة من الكآبة والانكسار.
مؤكدة ضرورة وجود قوانين لحماية المرأة وقبل القوانين ينبغي العمل على أساس نشر الوعي المجتمعي بحقوق المرأة في الدين الإسلامي وكيف ينبغي أن تصان ويحافظ عليها بما يحقق لها الحياة الكريمة لأنها بانية الأجيال وبها يكون التوازن والصلاح في المجتمع عموما.
بعد ثقافي واجتماعي
ويقول الباحث أمين المشولي من مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن للبعد الثقافي أو الاجتماعي دافعاً في اتجاه زيادة أو ضعف العنف الموجه ضد المرأة. فالمتابع لأشكال العنف ضد المرأة ومستوياته وحدته يجد أنه يأخذ طابع البيئة التي تعيش فيها المرأة ، ففي المجتمعات الريفية تمارس المرأة أعمالاً أسرية منزلية شديدة التعقيد والمعاناة والمرأة والمجتمع لا يشعران ولا يقران بأن ذلك شكل من أشكال العنف ضد المرأة.
والمنحى الآخر من صور هذا العنف هو الأثر النفسي الناتج عنه وهو أن المرأة لا تلقى نظير هذا العمل أجراً وربما أيضا تحرم من الميراث هذا وقبل ذلك حرمانها من التعليم وطبعاً هذا يسمى بالعنف المخفي ومن أشكال هذا العنف أيضا الزواج المبكر والزواج بالإكراه وهذا شكل من أشكال العنف الذي يمارس من قبل الأسرة. وهناك عنف موجه للمرأة من المرأة كالعنف الذي يمارس من قبل زوجة الأب وهذا النوع من العنف مشهور ومنتشر في مجتمعنا ويمارس علي نطاق واسع. وهنا تبرز أهمية وضع السبل والمعالجات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة بشكل جدي.
الجهل بحقوق المرأة
الملازم أول/سميرة أحمد عباس مدير إدارة حماية الأسرة بوزارة الداخلية قالت أن أنواع العنف ضد المرأة في اليمن كثيرة وذلك بسبب جهل المجتمع بقضايا المرأة وما يخصها من حقوق وما عليها من واجبات والتزامات، ووزارة الداخلية تسعى إلى مناهضة العنف الذي تواجهه المرأة سواء كان على مستوى الأسرة أو على مستوى المجتمع ، فسعت إلى إيجاد إدارة عامة للمرأة والأحداث تتناول كل قضايا المرأة التي تعانيها في هذا المجتمع ، وتسعى إلى إنصاف المرأة وما تزال تواجه بعض الصعوبات في ذلك.
مؤكدة أهمية دور وسائل الإعلام في مناهضة العنف الموجه ضد المرأة، وتوعية رجال الأمن بقضايا المرأة وعقد الدورات التدريبية لهم ليتمكنوا من تفهم قضايا المرأة بشكل عام.
وتمنت سميرة عباس بأن تتواجد شرطة نسائية أو مأمورات ضبط قضائي للتعامل مع قضايا المرأة ولو في المناطق ذات الكثافة السكانية.
توعية دينية
المحامية غناء المقداد تدلي بدلوها في هذا الموضوع فتقول: المرأة اجتماعيا لا تزال تعاني من الظلم الاجتماعي والهضم لحقوقها وفي بعض المناطق والقرى أو عند بعض الفئات الاجتماعية يقل الوعي الديني لديهم ولا يدركون أن الدين الإسلامي أوصى بالمرأة ومنحها حقوقها كاملة. وقد لا يجد العنف ضد المرأة اسريا صدى أو مواجهة من احد كونه يسير في إطار المسموح به اجتماعيا للحق والسلطة التي تمنح للأب والإخوة أو الزوج وهذا الأمر يقود إلى تمادي بعض الأفراد على قريباتهم من النساء ، وبالتالي نجد أن من نتائج العنف الأسري حرمان الفتاة من حقوق كثيرة منها الحرمان من التعليم والدفع بها نحو الزواج المبكر وحرمانها من اتخاذ أي قرار بالإضافة إلى انكسار وقلة حيلة يصاحب العديد من الفتيات.
وتواصل المقداد حديثها بالقول: أنا كمحامية مرت علي العديد من القضايا المرتبطة بالمرأة أو الفتاة وحين ندرس الظروف المحيطة والتي أدت إلى الوقوع في ذلك الطريق نجد أن التفكك الأسري أو العنف لدى بعض الأسر من الأسباب الأساسية التي قادت الى ذلك. وفي بعض الحالات حين تصل المرأة إلى القضاء وتصدر عليها أحكام نجد أن هناك اسراً كثيرة تتبرأ من بناتها ، ومازالت أتذكر بعض النساء اللاتي قضين فترة الحكم ورفض أهلهن استلامهن أو الاعتراف بهن ، ولذلك نحتاج إلى توعية قوية بحقوق المرأة وخاصة في الجانب الديني لان الإجحاف في حقها وظلمها هو ظلم للمجتمع ككل.
خلاصة القول
من خلال ما تم طرحه من آراء للضحايا والمعنيين تتجلى الصورة بوضوح عن واقع مؤلم تعيشه المرأة اليمنية في نطاق الأسرة والمجتمع في ظل صمت معيب وغياب للوعي بالحقوق والواجبات لكل فرد وضعف الوازع الديني وفهم قاصر بالتعاليم الشرعية وغياب النص القانوني المنصف الذي يحمي المرأة من هذا النوع من العنف داخل الأسرة ودور مغيب للسلطات الرسمية في هذه القضايا .. وتبقى المرأة الضحية .. وتستمر المعاناة في دائرة مغلقة .. فالقضية جد خطيرة ولها تبعات وآثار سلبية مدمرة إن لم يوضع لها حد ، وتحتاج إلى دراسة متأنية وعميقة وحلول جذرية وواقعية.
تحقيق/ بشير الحزمي