في افتتاح دورة تدريب مثقفي النظراء في جامعة صنعاء في مجال الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا

د. الشرجبي: التوعية بقضايا الصحة الانجابية ينبغي أن تكون في المقام الأول للشباب ذكورا وإناثا

في - الجمعة 07 مارس 2014

بدأت مطلع هذا الاسبوع بالعاصمة صنعاء فعاليات الدورة التدريبية لمثقفي النظراء في جامعة صنعاء في مجال الايدز والأمراض المنقولة جنسيا والتي تنظمها على مدى خمسة ايام في الفترة 2-6 مارس الجاري جمعية رعاية الاسرة اليمنية بالتعاون مع مؤسسة يمان للتنمية الصحية والاجتماعية بتمويل من بنك التنمية الالماني وبمشاركة 30 شاباً وشابة من مختلف كليات جامعة صنعاء.

وفي افتتاح الدورة أكد رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبدالحكيم الشرجبي أهمية تعزيز وعي الشباب بقضايا الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة.

وقال أن اعلى معدلات الخصوبة موجودة في الجمهورية اليمنية إذ يصل معدل الخصوبة في اليمن إلى حوالي 7بالمائة، على المستوى الاجمالي وقد تزيد في بعض الاسر في الريف وتقل على مستوى المدينة.

وأوضح أن الفئة الاكثر استهدافا هي فئة الشباب والرجال قبل النساء باعتبار ان المجتمع اليمني مجتمع ذكوري والقرارات الانجابية تكون غالبا تحت سلطة الرجال، لافتا إلى أن التوعية ينبغي ان تكون في المقام الاول للشباب ذكورا وإناثا.

وأشار الشرجبي الى أن تنظيم الاسرة يحتاج إلى جهد كبير جدا ، كون اليمن كانت قد قطعت شوطاً كبيراً قبل احداث 2011م ولكنه تراجع نتيجة التركيز على الجانب السياسي أكثر من مجالات التنمية وهو ما ساهم في زيادة معدل النمو السكاني.

وقال إن معدل النمو السكاني الحقيقي اليوم 3.2بالمائة بمعنى أن هناك زيادة في النمو السكاني .. متوقعا أن تظهر نتائج التعداد العام للسكان والمساكن 2014 بيانات حقيقية للنمو السكاني يظهر فيها النمو السكاني أكبر مما هو عليه الآن.

وأضاف الشرجبي بالقول أن هناك تفاوتاً كبيراً في معدلات الخصوبة بين الحضر والريف وبين مناطق مختلفة في الحضر والتى يكون للتعليم دور كبير في انخفاضها.

ولفت إلى أن الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة مرتبطة بشكل كبير بالتعليم فكلما ارتفع مستوى التعليم لدى المرأة قلت نسبة الخصوبة لديها، موضحا أن الزواج المبكر بما يحمله من اضرار صحية واجتماعية على الفتاة فأنه يلعب دوراً في ارتفاع نسبة الخصوبة، معولا كثيرا على برامج تنظيم الاسرة في معالجة الكثير من الاشكاليات التى تواجه الاسرة والمجتمع نتيجة النمو السكاني المرتفع وارتفاع معدلات الخصوبة.

وقال اننا نعيش في مرحلة التكيف مع الاصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلي الذي فيه الاسرة تتحمل جزءاً كبيراً من مسألة الصحة والتعليم ، مؤكدا اهمية توفير وسائل تنظيم الاسرة لكل الناس وخاصة في المناطق الريفية وأن تقدم مجانا ، باعتبار أن نسبة 72بالمائة من السكان يتواجدون في المناطق الريفية فضلا عن أن نسبة الخصوبة في الريف مرتفعة جدا بسبب قلة التعليم ورداءة الخدمات الصحية وبسبب عدم وصول خدمات تنظيم الاسرة اليها.

وأشار رئيس جامعة صنعاء الى أن الشباب هم رسل المعرفة في المجتمع وأدوات التغيير ، داعيا الشباب الى تثقيف النظراء وأفراد الاسرة والمحيط الاجتماعي بقضايا الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة ونقل ما اكتسبوه من معارف ومعلومات في هذا الجانب الى المجتمع للمساهمة في تعزيز الوعي وتغيير السلوك الانجابي وتصحيح المفاهيم والمعتقدات المغلوطة في هذا الجانب.

من جانبه أوضح المدير التنفيذي لجمعية رعاية الاسرة اليمنية نبيل العماري أن تنفيذ هذه الدورة للشباب والشابات من جامعة صنعاء حول الايدز والأمراض المنقولة جنسيا خطوة مهمة في سبيل تعزيز الشراكة والتواصل الفعال مع جامعة صنعاء لنشر الوعي والمعرفة بما يهمنا في حياتنا اليومية ومن اجل تغيير السلوك والحد من انتشار الامراض والسلوكيات الضارة التي تهدد مجتمعاتنا النامية.

وقال إن الجمعية في الوقت الذي طغت فيه الجوانب السياسية على الجوانب التنمية وباعتبارها احد الشركاء الفاعلين في التنمية تصر على تفعيل الشراكة مع مراكز العلم والمعرفة لتقوم بواجباتها تجاه المجتمع والتركيز على القضايا التنموية وفي طليعتها القضايا الصحية.

وأشاد بمستوى التعاون والتفاعل القائم بين الجمعية وجامعة صنعاء من خلال المشاركة الفاعلة في تنفيذ هذا البرنامج ، مؤكدا أهمية دور الشباب ومشاركتهم في تعزيز الوعي حول هذه القضايا .. آملا استمرار التعاون والشراكة مع جامعة صنعاء في تنفيذ العديد من البرامج التوعوية التي تستهدف الشباب.

من جهته قال مدير المشورة والفحص الطوعي بالبرنامج الوطني لمكافحة الايدز علي الضبيبي إن مشكلة الايدز ليست مشكلة صحية فحسب بل تعتبر مشكلة اجتماعية واقتصادية.

وأوضح أن مواجهة الايدز والتوعية حوله مسئولية مشتركة بين وزارة الصحة وجامعة صنعاء ومنظمات المجتمع المدني والجهات المختلفة ذات العلاقة ، لافتا إلى أن هناك العديد من الانشطة المشتركة والخاصة بالايدز والأمراض المنقولة جنسيا وتقديم خدمات المشورة والفحص والتي تنفذ بالتعاون مع جمعية رعاية الاسرة اليمنية (صنعاء والحديدة واب).

وأشار الضبيبي إلى أن برامج تثقيف النظراء وخاصة حول الايدز من البرامج الحديثة والمهمة والتي تكمن أهميتها في سهولة توصيل الرسائل للآخرين وقد اثبتت نجاحاً كبيرا في العديد من الدول ، متطلعا إلى أن يقوم الشباب بدورهم في تعزيز الوعي حول هذه القضايا بين نظرائهم في الجامعات والمجتمع المحيط بهم.



بدوره أوضح مدير برنامج الصحة الانجابية بجمعية رعاية الاسرة اليمنية الدكتور فارس الوعيل أن دورة تدريب المثقفين النظراء من جامعة صنعاء تأتي ضمن مشروع التسويق الاجتماعي لتغيير السلوك فيما يخص وسائل تنظيم الاسرة والأمراض المنقولة جنسيا.

وقال إن الهدف من الدورة هو بناء قدرات ومهارات الشباب من طلاب وطالبات جامعة صنعاء من مختلف الكليات للتوعية بقضايا الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة والايدز والأمراض المنقولة جنسيا.

وأشار إلى أنه سيتم خلال التدريب التطرق إلى الوبائيات ومرض الايدز في اليمن وانتشاره على المستوى الاقليمي والعالمي ، كما سيتم التطرق إلى طرق ووسائل انتقال المرض وكيفية الوقاية منه، وحقوق المتعايشين معه ودور المثقفين في نقل المعلومة ورفع الوعي حول هذا الجانب ، لافتا إلى أنه بعد انتهاء الدورة التدريبية سيتم تنفيذ عشر ورش في مختلف كليات جامعة صنعاء وسيقوم بتنفيذها مثقفو النظراء الذين تلقوا التدريب في هذه الدورة.

هذا وكان مدير عام رعاية الشباب بجامعة صنعاء علي الملاحي قد أكد أهمية دور الشباب في تعزيز الوعي المجتمعي حول القضايا الصحية.

وقال إن ادارة رعاية الشباب بجامعة صنعاء تقوم بتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة الثقافية والتوعوية التى تهدف من خلالها الى تعزيز وعي الشباب وتنمية معارفهم حول العديد من القضايا التنموية ليقوموا بدورهم في نشر الوعي والمعرفة في المجتمع وبما يساهم في معالجة العديد من القضايا من خلال تغيير السلوك، موضحا أن هناك العديد من الانشطة التوعوية المشتركة التي تنفذ بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.

الى ذلك أعتبر المدرب شفيع المعمري أن هذه الدورة تأهيلية توعوية لطلاب الجامعة لرفع مستوى الوعي لديهم حول قضايا الصحة الانجابية من اجل نقل ما يكتسبونه من معارف ومعلومات إلى زملائهم الطلاب والمجتمعات المحيطة بهم ، مثمنا عاليا الشراكة والتعاون القائم بين جامعة صنعاء وجمعية رعاية الاسرة اليمنية.

صنعاء/ بشير الحزمي

مواضيع ذات صلة