في احتفال بلادنا باليوم العالمي للسكان 2014م تحت شعار (الاستثمار في الشباب)

د.بورجي: قضايا الشباب تعتبر من أهم القضايا السكانية باعتبارهم محرك الحاضر وكل المستقبل

في - الخميس 17 يوليو 2014

دشنت الامانة العامة للمجلس الوطني للسكان بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان اليوم بالعاصمة صنعاء فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للسكان 2014م والذي يقام هذا العام تحت شعار (الاستثمار في الشباب).

وفي الحفل الذي حضره عدد من المسئولين من الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالقضايا السكانية وممثلي وسائل الاعلام المختلفة أكد الامين العام للمجلس الوطني للسكان الدكتور احمد على بورجي أن قضايا الشباب تعتبر من أهم القضايا السكانية باعتبارهم محرك الحاضر وكل المستقبل وأن العمل مع هذه الشريحة السكانية ولصالحها هو عمل استثماري له عوائد عظيمة على حياة ومستقبل المجتمع.

وقال أن دور وأهمية هذه الفئة يتعاظم عندما ندرك تركيبة وحركة التركيب السكاني حيث توضح البيانات والمعلومات السكانية أن شريحة النشىء والشباب في العمر (10-24 سنة) تمثل ربع سكان العالم وترتفع هذه النسبة في الدول النامية ، وتصل في بلادنا إلى حوالي ثلث السكان (33.8بالمائة) حسب تقديرات عام 2014م ، وهذا ما يدعونا إلى الاهتمام بهذه الفئة أكثر من غيرنا كون التقديرات السكانية تبين استمرار الزيادة المطلقة والنسبية لهذه الفئة بالنسبة الإجمالي عدد السكان حيث كان عددها عام 2004م حوالي ستة مليون وتسع مائة ألف نسمة تمثل 32.75 من إجمالي عدد السكان عام 2004م ليبلغ هذا العدد حاليا حوالي ثمانية مليون وثمان مئة ألف نسمة بنسبة 33.8بالمائة من إجمالي السكان 2014م.

مستعرضا انعكاسات وآثار هذه الزيادة الايجابية والسلبية على الوضع الاقتصادي والمعيشي للبلاد.

مؤكدا أن الاهتمام بهذه الفئة في الجانب الصحي والتعليمي والتأهيلي وبناء القدرات يمكن أن يشكل دفعة قوية لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويمكن أن يزيد من المتاعب والصعوبات التي تواجه البلاد في حالة عدم الاهتمام ورعاية هذه الفئة السكانية.

موضحا أن المؤشرات الايجابية حول الأوضاع السكانية والصحية التي تظهرها نتائج المسح اليمني الديموغرافي الصحي عام 2013م تتماشى مع أهداف السياسة الوطنية للسكان في خفض الوفيات والولادات والنمو السكاني وقد تحقق فعلا تحسن في أهم المؤشرات السكانية الصحية ربما وصل إلى أعلي من 70بالمائة مما تهدف إلى تحقيقه السياسة الوطنية للسكان حتى العام 2015م.

وأشار بورجي الى أن نتائج هذا المسح قد بينت انخفاض معدل الخصوبة البشرية إلى 4.4 طفل من حوالي ستة أطفال لكل امرأة عام 2003م ، وانخفضت وفيات الأطفال الرضع إلى 43 بعد أن كان هذا المعدل حوالي 74 لكل ألف مولود حي عام 2003م وانخفضت وفيات الأمهات من 356 إلى 146 حالة وفاة لكل مئة ألف مولود حي خلال نفس الفترة.

وقال أن هذه المؤشرات وغيرها التي شهدت تحسنا بفضل جهود العديد من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة ووسائل الإعلام والتواصل المختلفة. هي في الواقع تدفعنا جميعا إلى زيادة التعاون واستمرار من أجل مستقبل أفضل وخاصة في أوساط الشباب الذي يشكلون ملامح المستقبل السكاني لليمن.

منوها الى وجود مؤشرات سلبية في المجتمع اليمني تتمثل في الزواج والإنجاب المبكر وضعف الالتحاق بالتعليم وانتشار الفقر وغيرها من المهام الكبيرة التي تنتظر جهود مضاعفة من الجميع.

معربا عن شكره وتقديره لجهود صندوق الأمم المتحدة للسكان والجهات ذات العلاقة العاملة في المجال السكاني.

من جانبه أوضح الممثل المساعد لصندوق الامم المتحدة للسكان في اليمن الدكتور حمير عبدالمغني أن الهدف من الاحتفال باليوم العالمي للسكان هو لزيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بالسكان.

وقال أنه في كل عام يسلط الصندوق الضوء على قضية معينة. وتماشياً مع تركيزه على تحسين وضع المراهقين ، وإلى المساعدة في وضع قضايا الشباب في صلب أهداف التنمية لما بعد عام 2015 ، جاء موضوع اليوم العالمي للسكان لعام 2014 (الاستثمار في الشباب).

لافتا الى أن شباب العالم ، البالغ عددهم 1.8 مليار نسمة، يشكلون اليوم أكانوا فرادا او جماعات قوة لا يستهان بها وواقع الحال الاجتماعي والاقتصادي ، ويرسون القواعد والقيم ، ويبنون الأساس لمستقبل العالم.

موضحا بأن في اليمن أكثر من 45بالمائة من السكان هم دون الخامسة عشرة من العمر وأن هذا التمثيل البارز للشباب في التركيبة السكانية يتطلب بذل جهود مضاعفه لتمكين هذه الشريحة من الشباب وكذلك تطوير سياسات موجهة نحوهم.

وقال: في ظل ارتفاع الخصوبة لدى المراهقات ، والمعدلات العالية لوفيات الأمهات وارتفاع معدل انتشار العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي في اليمن ، فان احتياجات النساء الشابات تتطلب اهتماما خاصا.

وأضاف بالقول: بالنسبة إلى ملايين الشباب حول العالم فإن سن البلوغ -أو البداية البيولوجية لمرحلة المراهقة- يحمل معه تغييرات لا تقتصر فقط على أبدانهم ، ولكن أيضاً تترافق معها المزيد من أوجه الضعف المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان ، وبخاصة في مجالات الصحة الإنجابية والمتعلقة بالزواج ، والحمل والإنجاب.

لافتا الى وجود الملايين من الفتيات اللاتي يرغمن قسراً على (ممارسة الجنس) أو الزواج رغم إرادتهن ، مما يضاعف من مخاطر الحمل غير المرغوب فيه ، وحالات الإجهاض غير المأمون ، والإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي ، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية ، فضلاً عن الوفاة أو الإصابة بالإعاقة أثناء الولادة.

مؤكدا أن العبور الصحي الآمن والناجح من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرشد هو حق لكل طفل. ولا سبيل إلى إعمال هذا الحق ما لم تقم الأسر والمجتمعات بتركيز الاستثمار في هذا المجال وتوفير الفرص لضمان قيام المراهقين والشباب بالتطوير التدريجي لمعارفهم ومهاراتهم بما يمكنهم من العيش في حياة صحية ومنتجة يحققون فيها ذاتهم.

وقال إننا في صندوق الأمم المتحدة للسكان ندرك أن الشباب إذا ما توافرت لهم أسباب الصحة والتعليم والقدرة على الإنتاج والمشاركة الكاملة في بناء مجتمعاتهم ، سيكون بمقدورهم المساعدة على كسر دائرة الفقر وسيكونون أكثر قدرة على مواجهة التحديات الفردية والمجتمعية مسلحين بالمهارة والمعرفة اللازمة للنهوض بمجتمعاتهم وأوطانهم.

موضحا أن الشباب ، وخاصة الفتيات المراهقات في صلب العمل الذي يقوم به صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وأشار الى أن الصندوق ، من خلال عمله مع طيف واسع من الشركاء ، يؤيد السياسات والبرامج التي تستثمر في المراهقين والشباب وتعزز تهيئة بيئة إيجابية لهم ، وتحسن فرص حصولهم على التثقيف الصحي الإنجابي الشامل ، فضلاً عن دعم خدمات الصحة الإنجابية جيدة النوعية ، بما فيها خدمات تنظيم الأسرة ، وتيسير وصولهم إلى مراكز القيادة والمشاركة المجتمعية. مؤكدا أهمية الوصول إلى الفتيات المراهقات الأشد فقراً وأكثر تهميشاً وأقل تمتعاً بالخدمات.

لافتا الى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن يولي اهتماما خاصا بالشباب من خلال برامجه وأنشطته ويعمل على تشجيع الشباب على الحصول على المعلومات واكتساب والمهارات الحياتية بشأن المسائل الصحية الإنجابية والاجتماعية من خلال طريقة مقاربة تثقيف الأقران (تثقيف الشباب لأقرانهم الشباب) من خلال شبكة الواي بير.

وإيمانا بدور الشباب في بناء مستقبل اليمن ، دعم الصندوق ايضا مشاركة الشباب -خاصة الشابات- في مؤتمر الحوار الوطني ويكمل الصندوق الآن ترجمة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وهموم الشباب وطموحاتهم في الدستور الجديد لليمن.

معربا عن ادراك الصندوق وشركائه أهمية الإسراع في القيام بالاستثمار في الصحة الإنجابية وكيف يمكن أن يفضي إلى تحسين حياة الشباب ورخاء مجتمعاتهم.

وقال أن الحديث عن التنمية المستدامة يعتمد على وجود سكان يتمتعون بالقدرة على التأقلم مع أوضاعهم ، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا بالاستثمار في الشباب. فهم لا يشكلون فقط النسبة الأكبر في سكان العالم ويستحقون الحصول على نصيبهم العادل تحقيقاً للإنصاف ، لكنهم أيضاً يمرون بمرحلة حرجة في دورة حياتهم من شأنها أن تقرر ما سيكون عليه مستقبلهم -وبالتالي مستقبل أسرهم ومجتمعاتهم وأوطانهم.

معلنا تعهد الصندوق بالدعم الكامل لكل الجهود التي من شأنها النهوض بإمكانيات الشباب وإشراكهم في جهودعملية التنمية التي تبذل على الصعيدين الوطني والعالمي.

وقد شهد الحفل حلقة نقاشية تحدث خلاله عدد من الاكاديميين والمختصين في الجهات ذات العلاقة بالعمل السكاني وعدد من الصحفيين والإعلاميين حول العديد من القضايا المتعلقة بالعمل السكاني وموضوع الاحتفال باليوم العالمي للسكان (الاستثمار في الشباب).



وفي هذا الصدد أكد عضو مجلس النواب رئيس الجمعية اليمنية للصحة الانجابية الدكتور عبدالباري دغيش أهمية الاستثمار في الشباب في مختلف الجوانب والمجالات المرتبطة بحياتهم.

وقال أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل كان أعظم استثمار في الشباب ومن اجل الشباب والمستقبل وقد شارك فيه أكثر من 20بالمائة من فئة الشباب.

معولا كثيرا على دور الشباب في بناء اليمن الجديد. مؤكدا أن المرحلة دقيقة وحساسة وتحتاج الى جهود مخلصة من الجميع لتجاوز الوضع الذي نعيشه.

من جهته قال الامين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان مطهر أحمد زبارة أن القضايا السكانية هي من أهم القضايا الوطنية التى نعاني في مجتمعنا اليمني من مشاكلها وأثارها.

موضحا أن المجلس الوطني للسكان قد وضع السياسات والبرامج السكانية التى تضمنت مكون خاص بالشباب كما أن السياسة الوطنية للسكان تضمنت برامج خاصة بالشباب غير أن التنفيذ ضعيف نتيجة غياب الدور التنسيقي بين مختلف الجهات ذات العلاقة بالعمل السكاني. مؤكدا أهمية التوعية لمواجهة التحديات السكانية.

داعيا وسائل الاعلام الى التفاعل الايجابي مع هذه القضية لإيجاد حلول ومعالجات مناسبة لها.

مناشدا وزارة المالية بالإفراج عن الدعم الحكومي المخصص للبرامج والأنشطة السكانية والتي تم ايقافها بشكل كامل.

معربا عن أسفه لعدم صرف موازنة البرنامج الاستثماري للأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان والذي من دونه لن تتمكن الامانة العامة للمجلس الوطني للسكان من تنفيذ الخطط والبرامج السكانية المعتمده.

مؤكدا أن القضية السكانية قضية وطنية ومواجهة تحدياتها مسئولية وطنية تتطلب من الحكومة توفير الدعم اللازم لتنفيذ الانشطة والبرامج السكانية اللازمة.

هذا وكان مدير عام الاعلام بالأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان مجاهد أحمد الشعب قد قدم خلال الحفل عرض حول الشباب في اليمن وأهم الخصائص السكانية للنشىء والشباب ، ومعرف واتجاهات الشباب حول الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة ، النشىء والشباب في السياسة الوطنية للسكان.



حضر الحفل نائب رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الدكتورة ابتهاج الكمالي ومستشار رئيس جامعة صنعاء الدكتور احمد عقبات والمدير التنفيذي لمركز التدريب والدراسات السكانية بجامعة صنعاء الدكتور احمد محمد الحداد والوكيل المساعد للجهاز المركزي للإحصاء الدكتور طارق الكبسي والأمين العام المساعد للمجلس الاعلى للأمومة والطفولة ظافر الوادعي ومساعد المدير التنفيذي لجمعية رعاية الاسرة اليمنية افراح القرشي ومديرة البرامج السكانية بصندوق الامم المتحدة للسكان الدكتورة ايناس طاهر وعدد من الشخصيات الاكاديمية وممثلي الجهات ذات العلاقة بالعمل السكاني.

صنعاء/ بشير الحزمي

مواضيع ذات صلة