إطلاق تقرير حالة سكان العالم 2014م

تقديرات بوصول عدد سكان اليمن إلى 26.5 مليون نسمة نهاية 2014م

في - الأحد 23 نوفمبر 2014

أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان تقرير حالة سكان العالم لعام 2014م، تحت عنوان "قوة الـ 1.8 مليار: المراهقون والشباب وتحويل المستقبل"، يؤكد فيه على أهمية فئة الشباب في تغيير واقع العالم إذا ما اتيحت لهم الفرص وخصصت لهم الاستثمارات.

وأكد التقرير أن عدد الشباب في العالم بلغ 1.8 مليار شاب، وهو ما يطرح تحديات كبيرة على الكثير من الحكومات من أجل توفير متطلبات واحتياجات الشباب.

ويأتي نشر هذا الرقم في وقت تستعد فيه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لإنهاء مفاوضاتها بشأن برنامج التنمية لما بعد العام 2015م، حيث أكدت المنظمة الدولية أن الاستثمار في تعليم وصحة وحماية حقوق الشباب يمكن أن يؤدي إلى مكاسب كبيرة في المستقبل.

وأشار تقرير "حالة سكان العالم" لعام 2014م، الذي نشره صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن الاستثمار في الشباب يمكن أن يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.




2.78 نسبة النمو السكاني في اليمن

وفي هذا الخصوص اكدت الممثل المقيم لصندوق الامم المتحدة للسكان في صنعاء لينا كرستيانسين ان اليمن من بين البلدان في العالم ذات معدل نمو سكاني مرتفع الذي يقدر بــ 2.78بالمائة سنوياً ، الامر الذي يعني ان سكان اليمن يتضاعف كل 23 عاما ، وهو ما يشكل تحديا خطيرا لمكافحة الفقر والتنمية المختلفة في اليمن.

وشددت المسؤولة الاممية على اهمية حصول الشباب والطلاب في الجامعات على المعلومات الدقيقة حول القضايا السكانية مثل الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة والنوع الاجتماعي والتحضر.

معربة عن املها في ان يعزز الوعي والفهم لدي الطلاب والشباب فيما يخص القضايا السكانية وتحدياتها في اليمن.

واكدت ان الاستثمار في الشباب يعد مهما بشكل خاص في البلدان النامية، وتعد هذه البلدان موطنا لنحو 90بالمائة من الشباب في العالم، ومع ذلك فإن ما يصل إلى 60بالمائة من الشباب فيها غير متعلمين وليست لديهم وظائف.



26.5 مليون نسمة سكان اليمن نهاية العام

الى ذلك اكد الأمين العام للمجلس الوطني للسكان الدكتور احمد علي بورجي أن اليمن شهد منذ بداية تسعينيات القرن الماضي اهتماما واسعا بمعالجة القضية السكانية وتبنت الحكومة سياسة سكانية واضحة تهدف إلى تحسين الأوضاع السكانية بما يلبي احتياجات التنمية، وحدث تحسن لبعض المؤشرات السكانية الأساسية بفضل دعم برامج ومشايع العمل السكاني حيث بدا الانخفاض في معدلات النمو السكاني والولادات والوفيات ، مشيرا الى ان الإسقاطات السكانية الحديثة تشير الى انخفاض معدل النمو السكاني الى 2.78بالمائة ، الأمر الذي يبين أن عدد سكان اليمن في نهاية عام 2014م سيبلغ حوالي 26.5 مليون نسمة.

وقال: ان البيانات والمعلومات السكانية تبين أن شريحة النشء والشباب في العمر (10-24 سنة) تصل في بلادنا إلى حوالي ثلث السكان (33.8بالمائة) حسب تقديرات عام 2014م ، وهذا ما يدعونا إلى الاهتمام بهذه الفئة أكثر من غيرنا كون التقديرات السكانية تبين استمرار الزيادة المطلقة والنسبية لهذه الفئة بالنسبة الإجمالي عدد السكان حيث كان عددها عام 2004م حوالي ستة ملايين وتسعمائة ألف نسمة تمثل 32.7بالمائة من إجمالي عدد السكان عام 2004م ليبلغ هذا العدد حاليا حوالي ثمانية ملايين وثمانمائة ألف نسمة بنسبة 33.8بالمائة من إجمالي السكان لعام 2014م.

مؤكدا أن الاهتمام بهذه الفئة في الجانب الصحي والتعليمي والتأهيلي وبناء القدرات يمكن أن يشكل دفعة قوية لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويمكن أن يزيد من المتاعب والصعوبات التي تواجه البلاد في حالة عدم الاهتمام ورعاية هذه الفئة السكانية.

مؤشرات ايجابية

وأوضح أن المؤشرات الايجابية حول الأوضاع السكانية والصحية التي تظهرها نتائج المسح اليمني الديموغرافي الصحي عام 2013م تتماشى مع أهداف السياسة الوطنية للسكان في خفض الوفيات والولادات والنمو السكاني وقد تحقق فعلا تحسن في أهم المؤشرات السكانية الصحية ربما وصل إلى أعلى من 70بالمائة مما تهدف إلى تحقيقه السياسة الوطنية للسكان حتى العام 2015م.

كما بينت نتائج هذا المسح انخفاض معدل الخصوبة البشرية إلى 4.4 طفل من حوالي ستة أطفال لكل امرأة عام 2003م، وانخفضت وفيات الأطفال الرضع إلى 43 بعد أن كان هذا المعدل حوالي 74 لكل ألف مولود حي عام 2003م وانخفضت وفيات الأمهات من 356 إلى 146 حالة وفاة لكل مائة ألف مولود حي خلال نفس الفترة.

وقال بورجي: إن الزيادات الواسعة في حجم السكان مستقبلاً هي أمر لا يمكن تفاديه بسبب تركيبة السكان الشابة، فالعقود القادمة ستجلب معها زيادات سكانية، وستتواصل تحركات السكان في هجرة داخلية وخارجية مسببة نموا عشوائيا ومتسارعا للمدن وإحداث خلل في التركيب العمري والتوزيع السكاني؛ ما يستوجب استمرار دعم العمل في مجال السكان في جوانبه التخطيطية والخدمية والتوعوية لمواجهة الزيادة السكانية والتخفيف من انعكاساتها السلبية على حاضر ومستقبل المجتمع اليمني.

تكاتف الجهود

ونوه بأن معالجة القضية السكانية ومن خلال تجارب العديد من الدول لا يمكن أن تتم دون استمرار العمل وتكاتف وتعاون كل الجهات ذات العلاقة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، ومع نجاح فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبدء مرحلة جديدة للتنمية نأمل من كل الشركاء أن يتم ايلاء هذه القضية أولوية في المعالجة والعمل المستقبلي، كونها سبباً رئيسياً في تدني العديد من المؤشرات الصحية والتعليمية والاقتصادية والمعيشية بشكل عام.

ونوه الامين العام للمجلس الوطني للسكان بأن تلك الأوضاع والمستجدات وخاصة نتائج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني تجعلنا أمام منعطف جديد يدعونا إلى مراجعة وتطوير السياسة والبرامج السكانية لتجاوز الصعوبات واستيعاب المستجدات في المرحلة القادمة من بناء الدولة وفي عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

مؤكدا أن "الشباب هم المبتكرون والمبدعون وبناة المستقبل وقادته". ولا يمكنهم تغيير المستقبل إلا إذا كانت لديهم المهارات والصحة وصنع القرار وخيارات حقيقية في الحياة.

وبحسب تقرير حالة سكان العالم للعام 2014م فإن هناك أكثر من 500 مليون شاب يكافحون من أجل العيش على أقل من دولارين في اليوم، وهو مستوى من الفقر المدقع قد لا يجد الكثيرون سبيلاً إلى الخروج منه أبداً. وهناك فجوة رقمية آخذة في الاتساع تقصي الشباب في البلدان النامية بعيداً عن التكنولوجيات الأساسية لإدارة الاقتصادات الحديثة.

•الثورة/ شوقي العباسي

مواضيع ذات صلة