الـرئـيسيـة المجـلس والأمانـة العامـة مؤشـرات سـكانيـة الصفحـة الســكانيـة مكتبـة المجـلس مكتبـة الصـور مكتبـة الفيـديـو للتـواصـل معنـا
سباق الزيادة السكانية

تشير التقديرات والدراسات المتوفرة أن سكان العالمبلغ قبل ألفي عام 200 مليون نسمة وبلغ سكان العالم المليار نسمة بداية القرن التاسع عشر (1804م)، ليتضاعف هذا العدد بالوصول إلى ملياري نسمة عام 1930م أي أن إضافة مليار نسمة أخذ حوالي 126 سنة، وفي عام 1960 بلغ سكان العالم 3 مليارات نسمة أي أن فترة إضافة مليار نسمة إلى سكان العالم قد أخذ 30 عاما فقط، وفي عام 1974 أي بعد 14 سنة فقط من بلوغ المليار الثالث وصل سكان العالم إلى 4 مليارات نسمة وتناقصت فترة إضافة المليار نسمة في عدد سكان العالم إلى 13 عاما ما بين 1974 و 1987م حيث بلغ سكان العالم 5 مليارات نسمة و 6 مليارات عام 2011م إلى أن وصل حاليا 2022 من حوالي 8 مليارات نسمة ويتوقع أن يصل إلى 9 مليارات عام 2037م والى 10 مليارات نسمة عام 2050م.

هذه اللوحة الرقمية المتزايدة لعدد سكان العالم بشكل مستمر لم يسبق لها مثيل، جعل كل دول العالم والأكاديميين والمهتمين يدرسون هذه الظاهرة الهامة وأبعادها واتجاهاتها وتأثيراتها على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وعلى كل جوانب الحياة الإنسانية والطبيعية، إن بلوغ المليار الأول لعدد سكان العالم قد أخذ آلاف السنيين وربما مئات الآلاف من السنين، بينما أصبحت إضافة المليار إلى سكان العالم لا تحتاج أكثر من 13 عاما في المتوسط خلال فترة الخمسين السنة الماضية، هذه الزيادة السكانية تصاحبت مع زيادة في العمر المتوقع للإنسان عند الولادة ونمو سكان الحضر بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسان حيث زاد توقع الحياة عند الميلاد للإنسان في المتوسط على مستوى العالم من حوالي 50 سنة في خمسينيات القرن الماضي إلى 73 سنة عام 2022م وتجاوز عدد سكان الحضر سكان الأرياف والقرى والبدو لأول مرة في تاريخ الإنسان عام 2007م.

والواقع أن هذه التطورات السكانية قد شهدتها وتشهدها كل مجتمعات العالم كنتيجة للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية التي شهدها العالم بعد الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك بلادنا حيث تضاعف سكانها حوالي 5 مرات خلال الخمسين سنة الماضية من حوالي 6 ملايين نسمة في بداية السبعينيات الى 30 مليون نسمة عام 2021م، وزاد توقع الحياة عند الميلاد للإنسان اليمني من 44 سنة إلى حوالي 67 سنة خلال نفس الفترة، كما أن نسبة الحضر قد زادت من حوالي 12بالمائة في منصف سبعينيات القرن الماضي إلى 35بالمائة من إجمالي السكان حاليا.

ان ما يمكن قوله في ختام هذا العرض المختصر، هما أمران مهمان يجب أخذهما في الاعتبار عند النظر إلى هذه التطورات السكانية وهما:

•إن العدد السكاني ليس عددا مجردا بل هي أعداد تحمل في طياتها بذل جهود كبيرة للإيفاء بحاجات تلك الأعداد السكانية المتزايدة من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وخدمات تعليمية وصحية وغيرها وقد تكون هذه الزيادة عاملا ايجابيا في عملية التنمية في حال تم توفير حاجاتهم وتحسين خصائصهم الصحية والتعليمية والتأهيلية، والعكس قد تصبح هذه الأعداد ثقلا ومصدر قلق وعدم استقرار للمجتمع في حالة عدم الاهتمام بها وتوفير متطلباتها وتأهيلها للعمل المنتج.

•إن هذه التطورات السكانية لا تزال مستمرة في بلادنا خلال العقود القادمة وهو ما يتوجب أخذ ذلك بعين الاعتبار في عملية التنمية لكل القطاعات التنموية.

مع خالص التحيات.
مجاهد أحمد الشعب-مدير عام الإعلام السكاني

مواضيع ذات صلة