التعليم والشباب

في - الخميس 18 يناير 2007

يتحدث المفكرون والاجتماعيون وقيادات التربية في بلادنا عن اهمية ربط الاهداف المتوخاة للتعليم في الجمهورية اليمنية ، والصورة المنشودة للانسان اليمني في المستقبل لمواجهة تحديات العصر بالهدف الكبير ، هدف خلاص المجتمع من التخلف وتحقيق نهضة حضارية حقيقية ، حيث ان مقتضيات الارتباط بهذا الهدف تلقي على التربية التي تتم في اطاره العمل على تحرير الشباب اليمني وتحرير قدراته المبدعة للمشاركة -بصفة اساسية- في عملية التنمية والتمتع بثمار التنمية.

ويلزم عن هذا الهدف العام ان يتجه التعليم الى تزويد الشباب بالمعارف والمهارات والاتجاهات وانماط السلوك والقدرة على حل المشكلات التي يحتاجها المرء ليكون شخصا منتجا ، ولا يكفي ان يركز اعداد الكوادر التي يتطلبها وضع خطط للتنمية وتنفيذها بكفاءة على المعارف الفنية ، فان من مسؤولية اجهزته المختلفة ان تربي في الشباب الاقبال على الحياة والايجابية بئيزائها ، والثقة في ان يكون فاعلا مؤثرا في الظروف التي يعيش فيها ، وليس مجرد كم سلبي يتأثر بها ويستجيب لها ، أي ان المطلوب ان يكون التعليم وسيلة لتكوين الشخصية الواعية من جهة واداة لعمل منتج من جهة اخرى.

في ضوء هذا التوجه العام ، يمكن تحديد الخطوط العريضة لاهم الاهداف التي يجب ان يتوخاها التعليم بصفة عامة ، وتعليم الشباب على وجه الخصوص ، والتي يكاد يجمع عليها التربويون والاجتماعيون ، وهي على النحو التالي: تكوين قاعدة ثقافية مشتركة في توجهاتها وقيمها العامة ، وفي اساليب تلك الثقافة وتجديد نسيجها الاجتماعي ، وتستوجب هذه القاعدة الثقافية المشتركة القضاء على الامية الثقافية المتصلة بالمعارف والاتجاهات والقيم ذات الصلة بالمواطنة في مجتمع متطور من داخله ، ومستجيب للمتغيرات العالمية من خارجه كذلك تدخل في اطار هذه القاعدة للتواصل الاجتماعي والاقتصادي ، الالمام باسس الفهم للمنجزات التكنولوجية واساليب التعامل معها ، وتوظيفها كعنصر هام من عناصر المعرفة العلمية والثقافية ، وان اختلفت مستويات العمق والشمول في هذه المعرفة.

-تكوين شباب مستنير ومنتج ،فاعل ومتفاعل اجتماعيا ، قادر على التواصل الاجتماعي الفعال ، واعي بحقيقة التنمية محليا وعالميا ، ومسلح بوعي اجتماعي ، فالكثير من المشكلات التي تعوق تنفيذ سياسات التنمية تكمن في تلك الاتجاهات السلبية تجاه العمل الانتاجي والتكنولوجي وعمليات التغيير الاجتماعي ، وهذه الاتجاهات السالبة صعبة التغيير ما لم تكن هناك تعبئة عاليه في كل المجالات تقوم على جهود تنويرية تبدأ منذ الطفولة المبكرة من اجل بناء الشخصية الانسانية في مجتمعنا اليمني.

-مطالبة التربية في ضوء التحرك لتجاوز حالة التخلف الحضاري -ان تركز جهودها على تنمية مهارات التفكير العلمي والعقلانية والعمل المنظم الذي يطلق الطاقات المبدعة للشباب ، ويرتبط ذلك بتربية التفكير النقدي لدى الطلاب ، لكي يتمكنوا- في ضوئه وبواسطته- من التفكير في بدائل اجتماعية وسياسية افضل من تلك التي يعيشون في ظلها الان ، ويتطلب كل ذلك تحرير طلابها من قهر التبعية والسلبية والقصور والاحساس بالدونية.

-مطالبة التربية -ايضا- بتكوين الشباب الواعي بواجبات المواطنة والمشاركة المجتمعية والسياسية ، الفاعل والمنفعل معا في حركة مجتمعية ، وليس الانسان المقتصر على واحدة من هاتين الصفتين في استجابته ومشاركته في صياغة مجتمعه حيث ان الحاجة ملحة لهما معا من اجل التعبير وممارسة حقوق الديموقراطية والتطوير واعادة صياغة القرار والمسار ، وينطبق ذلك على تفاعله مع المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية ، فالتربية مطالبة بتنمية حسية متنامية بالابعاد العالمية والايجابية لقيم التعاون الدولي ، والسلام العالمي ، وهذا يعني تكوين الشباب المعتز بعقيدته ، والذي يحترم عقائد الاخرين ، ويلتزم بالقيم السماوية لرسالات السماء ، ونبذ التعصب واحترام عقائد الاخرين الدينية ، كما انها مطالبة بتهيئة الانسان اليمني للتحرك نحو مستقبله في بلده الاصلي ووطنه العربي الكبير والايمان بامكاناته ، والمصير المشترك.

أمين إبراهيم